باسم ياخور يعتذر للسوريين ويعترف بندمه الشديد ما رأيك؟

في حديث تلفزيوني مثير للجدل، وجّه الممثل السوري باسم ياخور اعتذاراً علنياً ومباشراً إلى الشعب السوري، معبّراً عن ندمه الصادق على مواقفه السابقة التي أثارت جدلاً واسعاً خلال السنوات الماضية، مؤكداً أنه لم يكن في يوم من الأيام طرفاً في المنظومة السياسية أو الاقتصادية للنظام السوري، ولم يستفد من أي امتيازات أو مناصب على الإطلاق. جاء ذلك خلال ظهوره على قناة “العربية” ضمن برنامج “قابل للجدل”، حيث بدت كلماته حادة وصادقة، تعكس رغبةً في إعادة تصحيح الصورة وإيصال موقفه الحقيقي بعيداً عن التأويل والتضليل الإعلامي.

ياخور، الذي عاش لسنوات طويلة خارج سوريا، تحدث بنبرة مختلفة عمّا اعتاده الجمهور سابقاً، قائلاً: “أعتذر من كل إنسان جرحته بكلامي أو بتصريحاتي، لم أكن مسؤولاً ولا تاجر سلطة، ولم أحصل على أي منصب. كل ما صدر مني كان مجرد وجهات نظر شخصية، وقد تكون قد آلمت البعض دون قصد”. وأضاف أن هذه الاعتذارات تنبع من شعور بالمسؤولية الإنسانية وليس السياسية، مشدداً على أن كل كلماته جاءت في لحظات معينة، ولم يكن يقصد بها الإساءة لأحد أو التغطية على معاناة الشعب السوري، التي قال إنه يتفهمها تماماً اليوم أكثر من أي وقت مضى.

وعند سؤاله حول ما إذا كان نادماً على تصريحاته السابقة، أجاب بصراحة: “نعم نادم. السنة الماضية قلت كلاماً أثار الجدل، وكنت أفضل ألا أقوله. تصريحاتي كانت قاسية على الشارع السوري، وإذا عاد بي الزمن لما صرّحت بها إطلاقاً”. هذه الكلمات حملت في طيّاتها اعترافاً نادراً من فنان سوري كان دائماً في قلب النقاشات حول موقف الفنانين من السلطة، وسط تساؤلات كبيرة عن مدى نزاهتهم أو استفادتهم من الوضع القائم.

باسم شدّد خلال اللقاء على أن كل ما يملكه هو من تعبه وجهده، نافياً ما يتم ترويجه حول حصوله على امتيازات خاصة بسبب علاقات مع مسؤولين أو قرب من دوائر السلطة، مضيفاً أن هناك تسجيلات تؤكد أن خصومه هم من روّجوا لهذه الأكاذيب بسبب قضايا قانونية كانوا طرفاً فيها، وأن شهادته ضدهم أمام القضاء كانت سبباً في حملات التشويه التي طالته. وأكد أنه لم يطلب لنفسه شيئاً في أي من تلك اللقاءات المحدودة التي جمعته ببعض المسؤولين، بل كانت كلها في إطار محاولة لمساعدة زملائه الفنانين، نافياً بشكل قاطع أن يكون قد استفاد شخصياً من تلك العلاقات.

في إطار حديثه عن عودته إلى دمشق، أوضح ياخور أنه كان متخوفاً في البداية من العودة، نظراً للحساسيات المحيطة بقراراته وتصريحاته، لكنه أكد في الوقت ذاته أن دمشق كانت وستبقى مكانه الطبيعي، لأنها بلده ومسقط رأسه ومكان ذاكرته الشخصية والمهنية. وأضاف أن التغيير ليس خيانة، بل ضرورة إنسانية، وهو مرتبط بوعي الإنسان وظروفه وخوفه وتجربته، داعياً إلى التمييز بين مراجعة المواقف وبين “التكويع” أو التقلب السياسي.

وفي سياق الرد على شائعات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، نفى ياخور بشكل قاطع أن يكون قد صرّح يوماً بأن “سوريا ذهبت ولن أعود إليها”، واصفاً هذه العبارات بأنها ملفقة ومجتزأة من سياقها، موجهاً عتبه إلى إعلاميين قاموا بنقل هذه المعلومات دون توثيق أو تحقق، معتبراً أن المهنية الصحفية تقتضي احترام دقة النقل والتثبت من المصادر.

الممثل السوري أشار أيضاً إلى أن ربط الفنانين بالسلطة ليس خاصاً بسوريا، بل موجود حتى في الدول الغربية حيث تُستخدم صور الفنانين في الحملات الانتخابية، مؤكداً أن لقاءاته النادرة مع المسؤولين لم تكن ذات طابع سياسي أو استعراضي، بل كانت بدافع إنساني ومهني لمساعدة آخرين من زملائه الذين عانوا من ظروف معقدة داخل البلاد. وختم حديثه بالتأكيد على أنه ليس هناك أحد “يخافه” في الوسط الفني، بل كان دائماً محل محبة ومزاح من الجميع، وقد ساعد الكثيرين دون انتظار شكر أو مقابل.

المقابلة التي أثارت موجة تفاعل واسعة على منصات التواصل، فتحت الباب مجدداً أمام النقاش القديم الجديد حول دور الفنان في مجتمعه، ومسؤوليته الأخلاقية والإنسانية تجاه ما يحدث حوله، خصوصاً في دول تمر بأزمات وجودية مثل سوريا. فهل سيكون اعتذار باسم ياخور نقطة تحول في علاقته مع جمهوره؟ وهل سيُنظر إلى مواقفه الجديدة بعين التقدير أم بالشك؟ يبقى ذلك مرهوناً بتصرفاته القادمة، ومدى استمرار الشفافية التي أظهرها في حواره الأخير.
تعليقات