أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

خارطة طريق ثلاثية لحل الأزمة في السويداء واستقرار جنوب سوريا

أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين السورية بيانًا رسميًا كشفت فيه تفاصيل “خارطة طريق حل الأزمة في السويداء واستقرار جنوب سوريا”، التي جرى اعتمادها خلال الاجتماع الثلاثي في دمشق بمشاركة وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك.

البيان أكد أن الاتفاق يقوم على وحدة الأراضي السورية ومبدأ المواطنة المتساوية بين جميع السوريين، باعتبار أن استقرار سوريا وأمنها يمثلان ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي. كما شدد على التزام سوريا والأردن والولايات المتحدة بالعمل المشترك لدعم مستقبل سلمي ومستقر للبلاد، عبر إعادة بناء المؤسسات وتعزيز العملية السياسية بقيادة سورية.

وتضمن الاتفاق سلسلة من المبادئ والخطوات العملية لمعالجة الأزمة في محافظة السويداء، أبرزها التأكيد على أن المحافظة جزء لا يتجزأ من سوريا، وأن إعادة دمجها الكامل في مؤسسات الدولة يتطلب نهجًا تدريجيًا يبدأ بإجراءات لبناء الثقة، وينتهي بمصالحة وطنية شاملة.

البنود الرئيسية لخارطة الطريق

الوثيقة التي تبنتها الأطراف الثلاثة حددت 13 بندًا أساسيًا للتنفيذ، أبرزها:

 • دعوة لجنة التحقيق الدولية المستقلة لإجراء تحقيق حول الأحداث الأخيرة في السويداء، والتزام الحكومة السورية بمحاسبة كل من يثبت تورطه في الانتهاكات.

 • ضمان إيصال المساعدات الإنسانية والطبية إلى المحافظة بالتعاون مع الأمم المتحدة، واستكمال إعادة الخدمات الأساسية بدعم مالي من الأردن والولايات المتحدة.

 • نشر قوات شرطية مدربة ومنضبطة على طريق #السويداء–#دمشق وعلى الحدود الإدارية للمحافظة، وسحب جميع المقاتلين المدنيين من تلك المناطق.

 • تسهيل عودة الأهالي إلى قراهم التي شهدت اقتتالًا، وإطلاق سراح المحتجزين والمختطفين عبر دعم جهود الصليب الأحمر الدولي.

 • إعلان خطط لإعادة بناء القرى والممتلكات المتضررة، مع توفير دعم دولي للتمويل.

 • سنّ تشريعات تجرّم خطاب الكراهية وتعزز ثقافة الوحدة والتعددية بين مكونات المجتمع السوري.

 • تشكيل قوة شرطية محلية تضم مختلف المكونات المجتمعية في السويداء، تحت قيادة شخصية محلية تعينها وزارة الداخلية.

 • إنشاء مجلس محافظة يمثل كل المكونات، يتولى التنسيق مع الحكومة السورية وقيادة جهود المصالحة الوطنية.

 • استكمال الإفراج عن جميع المحتجزين والمخطوفين، وإجراء حصر شامل للمفقودين.

 • العمل على تفاهمات أمنية مع إسرائيل حول الجنوب السوري، بما يعالج الشواغل الأمنية ويؤكد في الوقت نفسه على سيادة سوريا وسلامة أراضيها.

 • إنشاء آلية عمل مشتركة بين سوريا والأردن والولايات المتحدة لمراقبة تنفيذ خارطة الطريق.

السياق الإقليمي والدولي

الاجتماع في دمشق جاء استكمالًا لسلسلة مباحثات استضافتها العاصمة الأردنية عمان في 19 تموز و12 آب 2025، والتي ركزت على تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء واحتواء الأحداث الدامية التي شهدتها. وأكد البيان أن الدول الثلاث تتبنى مقاربة شاملة متدرجة لحل الأزمة، توازن بين إعادة الاستقرار المحلي وتعزيز السيادة السورية الكاملة.

وشدد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خلال اللقاء على التزام الحكومة بإنهاء الأزمة عبر حل يضمن وحدة البلاد ويحفظ حقوق أبناء محافظة السويداء كمواطنين سوريين متساوين، مرحبًا بالدعم الأردني والأمريكي في تجاوز التحديات المرتبطة بإعادة الإعمار، وبناء المؤسسات، وتحقيق المصالحة الوطنية.

نحو مرحلة جديدة

خارطة الطريق الثلاثية اعتُبرت خطوة نوعية تعكس تقاربًا إقليميًا ودوليًا حول أولوية استقرار جنوب سوريا ومعالجة جذور التوتر في السويداء. فهي تضع للمرة الأولى آلية مراقبة مشتركة وتطرح خطوات عملية على المستويين الأمني والإداري، بما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون لإعادة دمج المحافظة في الدولة السورية، وضمان عودة الحياة الطبيعية لسكانها.






تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-