أعلن وزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبد السلام هيكل عن عودة عمل منصة “زوم” لاتصالات الفيديو في سوريا، وذلك للمرة الأولى منذ تأسيس الشركة عام 2011.
وقال الوزير هيكل في منشور له على منصة “إكس” اليوم، إن منصة Zoom أصبحت متاحة الآن رسميًا داخل الأراضي السورية بعد سنوات من الحظر التقني المفروض ضمن العقوبات الأميركية التي طالت قطاعات متعددة من الاقتصاد السوري، بما فيها خدمات الإنترنت والتقنيات الرقمية.
وأضاف الوزير: “أتوجه بالشكر لفريق وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات المسؤول عن متابعة القيود الأميركية، مع التقدير العميق لكل من يساند هذه الجهود من المجتمع التقني السوري في الولايات المتحدة وحول العالم”، في إشارة إلى الجهود الدبلوماسية والتقنية التي بُذلت لتخفيف القيود المفروضة على الخدمات الإلكترونية العالمية في سوريا.
وتأتي هذه الخطوة في وقتٍ تتزايد فيه الاحتياجات المحلية إلى أدوات الاتصال الحديثة، لا سيما في مجالات التعليم والعمل عن بُعد والتواصل بين السوريين داخل البلاد وخارجها، بعد سنوات من القيود التقنية التي كانت تعيق الوصول إلى أبرز المنصات العالمية مثل “زوم” و”مايكروسوفت تيمز” و”غوغل ميت”.
وتُعد منصة Zoom من أبرز الشركات العالمية في مجال اتصالات الفيديو، إذ تأسست عام 2011 في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا الأميركية، وتطورت بسرعة لتصبح من أكثر الأدوات استخداماً في المؤتمرات والاجتماعات الإلكترونية على مستوى العالم. وتعتمد الشركة في عملها على تقنية الندّ للندّ (Peer-to-Peer) المدعومة بخدمات سحابية متقدمة، ما يوفر اتصالات مستقرة وذات جودة عالية لملايين المستخدمين حول العالم.
وخلال السنوات الماضية، كان المستخدمون في سوريا يواجهون صعوبة في استخدام تطبيق “زوم” بسبب القيود المفروضة على نطاقات الإنترنت السورية من قبل الحكومة الأميركية، حيث كانت المنصة تُظهر رسالة تفيد بعدم توفر الخدمة في المنطقة الجغرافية. إلا أن الإعلان الجديد يعني رفع هذا القيد بشكل رسمي، مما يتيح للمؤسسات التعليمية والقطاعين العام والخاص الاستفادة من المنصة في مجالات التدريب والتعليم والإدارة والاجتماعات الافتراضية.
ويُتوقع أن تفتح عودة “زوم” الباب أمام نشاط أكبر للشركات الناشئة السورية التي تعتمد على أدوات الاتصال والتعاون عبر الإنترنت، خاصة في مجالات التعليم الإلكتروني، والعمل الحر، والتدريب المهني، إضافة إلى تعزيز الروابط بين السوريين في الداخل والجاليات المنتشرة حول العالم.
وبذلك، تسجّل سوريا خطوة جديدة على طريق الانفتاح التقني وإعادة الارتباط بالمنظومة الرقمية العالمية، في مؤشر على تحسّن تدريجي في قدرة البلاد على استعادة جزء من حضورها في المشهد الرقمي الدولي بعد سنوات من العزلة التقنية المفروضة.