حرائق حراجية ضخمة تلتهم مساحات واسعة بريف اللاذقية والدفاع المدني يواصل جهود الإخماد

تشهد محافظة اللاذقية منذ صباح اليوم سلسلة من الحرائق الحراجية التي اندلعت في أكثر من عشرة مواقع مختلفة من الريف، وسط ظروف مناخية صعبة وتضاريس وعرة تعيق جهود الإطفاء، ما استدعى استنفاراً كاملاً لفرق الدفاع المدني ومديرية الزراعة وكافة الجهات المعنية في المحافظة.

وتُعدّ منطقة وادي باصور في ناحية كنسبا بريف اللاذقية الشمالي من أكبر بؤر الحرائق وأكثرها خطورة، إلى جانب حريقين كبيرين آخرين في منطقتي الريحانية بريف ربيعة، وقنجرة والدغمشية في مناطق متفرقة من الريف الشرقي والغربي للمحافظة.

وأوضح مدير مديرية الدفاع المدني في الساحل السوري عبد الكافي كيال، في تصريح لوكالة الأنباء السورية “سانا”، أن فرق الإطفاء تواصل منذ ساعات الصباح الأولى عمليات مكافحة النيران رغم التحديات الميدانية الكبيرة. وأشار إلى أن وعورة التضاريس الجبلية في مناطق اندلاع الحرائق، إلى جانب انتشار الذخائر غير المنفجرة في بعض المواقع، يشكلان خطراً مضاعفاً على طواقم الإطفاء، ويعيقان بشكل مباشر القدرة على الوصول السريع إلى بؤر النيران المتعددة.

وأكد كيال أن الرياح الشرقية الجافة النشطة تسببت بامتداد الحرائق بشكل سريع إلى مساحات واسعة، ما زاد من صعوبة المهمة وشتت جهود الإطفاء. كما لفت إلى أن بعض المناطق المحترقة تحوي أشجارًا مثمرة وأراضي زراعية، ما يزيد من الخسائر الاقتصادية ويستدعي التدخل السريع لحماية الممتلكات العامة والخاصة.

وللتغلب على صعوبات التضاريس، قامت فرق الإطفاء بالتعاون مع الآليات الهندسية الثقيلة التابعة لجهات حكومية أخرى بشق طرق ترابية مؤقتة داخل الأحراش، بهدف تسهيل وصول سيارات الإطفاء والفرق البشرية إلى نقاط الحريق، وتسريع عمليات السيطرة عليه ومنع امتداده نحو التجمعات السكنية المجاورة.

ويُشار إلى أن محافظة اللاذقية تشهد في هذا التوقيت من السنة ارتفاعاً في درجات الحرارة وجفافاً نسبياً في الغطاء النباتي، ما يجعل الغابات والأراضي الحراجية عرضة للاشتعال السريع، خصوصًا في ظل نشاط الرياح وضعف الغطاء الرطب الذي يؤخر انتقال النيران عادة.

الجهات المعنية دعت المواطنين في المناطق القريبة من بؤر الحرائق إلى التعاون مع فرق الإطفاء وتجنب استخدام النيران في النشاطات الزراعية، إضافة إلى الإبلاغ الفوري عن أي بؤرة حريق صغيرة قبل أن تتوسع.

وتستمر عمليات الإطفاء حتى ساعة إعداد هذا التقرير، في وقت أكدت فيه مديرية الدفاع المدني أن العمل سيتواصل طوال الليل رغم التحديات، وأنه تم طلب دعم إضافي من المحافظات المجاورة في حال تطلبت الحاجة.

وتعد هذه الحرائق من أكثر الحوادث الحراجية انتشاراً خلال الموسم الحالي، وتعيد إلى الواجهة أهمية تعزيز خطط الاستجابة للطوارئ وتوسيع البنية التحتية للدفاع المدني، بما في ذلك تطوير شبكة الطرق داخل الغابات وتحسين جاهزية الآليات والمعدات الخاصة بمكافحة الحرائق في المناطق الجبلية.

وفي ظل الخطر المستمر، تبقى جهود الإطفائيين العامل الحاسم في حماية ما تبقى من الغطاء الحراجي السوري الذي يمثل ثروة طبيعية ووطنية كبرى، وركيزة من ركائز التوازن البيئي والاقتصادي في المنطقة الساحلية.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-