باراك يدعو لوقف الانتقام وإلقاء السلاح ودعم حكومة سوريا الجديدة

دعا المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك جميع الأطراف المتصارعة في سوريا إلى إلقاء السلاح، وإنهاء دوامة الانتقام القبلي، والانخراط في حوار وطني شامل يمهد لمستقبل أكثر استقرارًا، وذلك في أحدث تصريحاته التي نشرها على منصة “إكس” مساء الأحد، تزامنًا مع اشتداد التوتر في محافظة السويداء.

وأوضح باراك أن المجتمع الدولي يدعم الحكومة السورية الجديدة التي تولّت السلطة عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد، مشيرًا إلى أن هناك تفاؤلًا مشوبًا بالحذر تجاه ما تبذله هذه الحكومة من خطوات نحو الانتقال من إرث الماضي إلى مشروع وطني جامع.

وشدد المبعوث الأميركي على أن الاشتباكات المسلحة بين القوى المحلية، لاسيما في السويداء، تسببت بإضعاف هيبة الدولة وتعطيل مؤسساتها الرسمية، معتبرًا أن البلاد تمر في مرحلة مفصلية تتطلب قرارات جريئة تنهي الفوضى، وتعيد الاعتبار لمسار الحل السياسي الجامع.

تزامن هذا التصريح مع اندلاع مواجهات محدودة في الثالث عشر من تموز/يوليو الجاري بين مجموعات درزية وعشائر بدوية في السويداء، ما دفع القوات الحكومية إلى التدخل الميداني لضبط الوضع. غير أن تلك القوات تعرّضت لهجمات من جماعات مسلحة محلية، وأسفرت المواجهات عن مقتل عدد كبير من عناصر الجيش والأمن.

وفي محاولة لوقف التصعيد، أعلنت الحكومة السورية سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار كان آخرها صباح السبت، بينما فشلت ثلاث محاولات سابقة بسبب تجدد الاشتباكات، التي تفجرت مجددًا بعد قيام مجموعات تابعة للشيخ حكمت الهجري بتهجير أبناء من العشائر البدوية السنية وارتكاب انتهاكات ضدهم، ما فاقم التوترات الداخلية في المحافظة.

وعقب هذه التطورات، أصدرت الرئاسة السورية بيانًا أعلنت فيه وقفًا شاملاً وفوريًا لإطلاق النار في السويداء، محذرة من أن أي خرق للاتفاق سيُعد مساسًا بالسيادة الوطنية، وستتم مواجهته بإجراءات قانونية صارمة وفق ما ينص عليه الدستور السوري.

وفي ضوء تلك الوقائع، يعكس تصريح باراك موقفًا دوليًا يميل إلى منح الفرصة للحكومة الجديدة كي تفرض الاستقرار وتعيد الثقة إلى مؤسسات الدولة، وسط ترقّب داخلي وخارجي حذر بشأن قدرة الاتفاقات على الصمود أمام واقع ميداني معقد وتحالفات محلية متقلبة.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-