الرئيس أحمد الشرع يزور أذربيجان ويوقّع مذكرة تفاهم استراتيجية في مجالات الطاقة والنفط

في زيارة رسمية تُعد الأولى من نوعها، وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى العاصمة الأذرية باكو، على رأس وفد رفيع المستوى، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين سوريا وأذربيجان، والتوقيع على مذكرة تفاهم استراتيجية تشمل التعاون في قطاعات حيوية، أبرزها الطاقة وتوريد الغاز الطبيعي.

وقد استقبل رئيس جمهورية أذربيجان، إلهام علييف، الرئيس الشرع في قصر “زوغولبا” الرئاسي، حيث عقدت قمة موسعة ضمت وفدي البلدين، تناولت تعزيز التعاون الثنائي وتوسيع مجالات الشراكة، لا سيما في ظل المتغيرات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، والحاجة المتبادلة لتفعيل التعاون الإقليمي في قطاعي الطاقة والنقل.

وتركزت المباحثات، بحسب مصادر رسمية، على تطوير آليات تصدير الغاز الطبيعي من أذربيجان إلى سوريا، عبر الأراضي التركية، في خطوة من شأنها أن تُسهم في تخفيف حدة أزمة الطاقة التي تمر بها سوريا، ودعم مساعي الحكومة السورية في تأمين مصادر مستدامة لتوليد الكهرباء وتحريك عجلة الاقتصاد الوطني.

كما نصت مذكرة التفاهم الموقّعة بين الجانبين على التنسيق الثنائي في مجال استكشاف وتطوير حقول النفط، وتبادل الخبرات الفنية والتقنية، إضافة إلى فتح قنوات جديدة للتعاون في مشاريع البنى التحتية المرتبطة بقطاع الطاقة، وتوسيع الشراكة في مجالات التدريب، والدعم اللوجستي، والاستثمار في الصناعات البتروكيميائية.

وأكد الرئيس أحمد الشرع خلال اللقاء أهمية هذه الزيارة التي تمثل “نقطة تحول” في العلاقات بين دمشق وباكو، مشددًا على أن سوريا تتطلع إلى شراكة استراتيجية مع أذربيجان تُحقق المصالح المشتركة، وتُسهم في استقرار المنطقة وتعزيز أمن الطاقة.

من جانبه، أعرب الرئيس الأذري إلهام علييف عن تقديره لزيارة الرئيس السوري، مشيرًا إلى أن باكو ترى في سوريا شريكًا مهمًا في الشرق الأوسط، وأن بلاده مستعدة لوضع خبراتها وإمكاناتها في خدمة مساعي الإعمار وإعادة تأهيل البنى التحتية السورية، لا سيما في مجال الطاقة، والنقل، والمياه.

وتأتي هذه الزيارة في سياق سلسلة من التحركات الدبلوماسية التي تشهدها العلاقات السورية–الآسيوية في الآونة الأخيرة، حيث تسعى دمشق إلى تنويع شركائها الاقتصاديين والانفتاح على ممرات جديدة لتجاوز العقوبات الغربية، وضمان استقرار الإمدادات الحيوية لمرحلة إعادة الإعمار.

وبحسب مصادر حكومية، فإن الوفد السوري المرافق للرئيس الشرع ضم وزراء الطاقة، والخارجية، والاقتصاد، وعددًا من المستشارين، وقد عقد خلال الزيارة اجتماعات عمل مع نظرائهم الأذريين بهدف وضع خارطة طريق تنفيذية للمذكرة الموقّعة، وإطلاق لجان متابعة فنية للتنسيق المستمر.

ويرى مراقبون أن توقيع مذكرة التفاهم هذه قد يشكّل اختراقًا دبلوماسيًا مهمًا لسوريا في ظل واقع إقليمي شديد التعقيد، كما أنه يمثل أول خطوة عملية لدخول دمشق في منظومة الغاز الإقليمية التي تمر عبر أذربيجان وتركيا، وهو ما قد يعزز حضور سوريا في معادلة الطاقة الآسيوية–الأوروبية.

وتُعد أذربيجان واحدة من أبرز الدول المنتجة للغاز والنفط في منطقة القوقاز، وتتمتع بعلاقات استراتيجية مع تركيا ودول آسيا الوسطى، الأمر الذي يمنح التعاون مع دمشق بعدًا إقليميًا أوسع قد يفتح المجال لمشاريع طاقة عابرة للحدود مستقبلاً.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-