أكد وزير الإعلام السوري الدكتور "حمزة المصطفى" أن إسرائيل تنظر بعين عدائية تجاه التطورات الدولة السورية الجديدة، وتسعى إلى إبقائها في حالة تمزق وعدم استقرار والأمان فيها، وأضاف بأن الإحتلال الإسرائيلي مستغلةً تحركات داخلية لبعض الأطراف التي تخدم مصالحها بشكل مباشر أو غير مباشر.
وقال الدكتور مصطفى، في مقابلة مع وكالة “الأناضول” التركية. إن ما جرى في محافظة السويداء من اضطرابات يدخل ضمن هذا السياق، حيث حاولت بعض القوى المحلية تكرار النموذج الإسرائيلي القائم على تفكيك المجتمعات وإثارة الفتن الطائفية، مستفيدة من دعم خارجي مكشوف من قبل الإحتلال.
وأشار الوزير إلى أن إسرائيل تنفذ سياسة قديمة في التعامل مع الأقليات ومنها الدروز، كما هو الحال مع الطائفة الدرزية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تدعم جماعة واحدة فقط داخل المكوّن، وتحاول فرض هذا النموذج على الواقع السوري تماما. إلا أن الغالبية العظمى من السوريين الدروز، بحسب تعبيره، لا يزالون ينظرون إلى الدولة السورية في دمشق على أنها مرجعهم الوطني وحكومتهم وتمثلهم، رافضين المشاريع الانفصالية التي تُطرح من الخارج أو تروج لها بعض الجهات الداخلية أمثال حكمة الهجري.
وشدد المصطفى على أن الدولة السورية لن تنجر خلف أي خطاب طائفي أو دعوات إلى الكانتونات أو التقسيم، وأن ما يروَّج له على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل أطراف خارجة عن القانون لا يمثل أبناء السويداء الذين لطالما حافظوا على مواقفهم الوطنية المشرفة، ووقوفهم إلى جانب وحدة البلاد السورية.
وفي سياق حديثه عن الوضع الإنساني في السويداء، أكد المصطفى أن جماعة حكمت الهجري هي من تمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى المحافظة، بينما الدولة السورية لا يمكن أن تكون عائقًا أمام أي جهد إغاثي تجاه السوريين، بل تعمل على تسهيل وصول المعونات والغذاء وكل ما يحتاجه المواطن السوري وتوفير الحماية لها وهذا من حق الدولة تجاه شعبه.
أما عن اللقاءات التي جرت مؤخرًا في العاصمة الفرنسية باريس مع وفد من قوات سوريا الديمقراطية المسمى قسد، فقد أشار الوزير إلى أنها تناولت سبل تنفيذ التفاهمات الموقعة، وعلى رأسها اتفاق العاشر من آذار.
الذي يشكل أساسًا للحل السياسي الوطني بين قسد والدولة. وأضاف أن على قسد أن تدرك أن الخيارات محدودة، وأن المراهنة على سيناريوهات انفصالية أو دعم خارجي مضلل لن تؤدي إلا إلى مزيد من التوترات. واعتبر أن لدى قسد فرصة نادرة للمشاركة الفعلية في مستقبل سوريا، بشرط الالتزام الصريح بالثوابت الوطنية الثلاث: دولة واحدة، حكومة واحدة، وجيش واحد.