وثائق حصرية تكشف: شبكة تهريب معتقلين من صيدنايا إلى السويداء وتورط في تجارة الأعضاء عبر الإحتلال الإسرائيلي

في شهادة صوتية مسرّبة حصلت عليها “سرت الإخبارية”، تكشف مصادر ميدانية معلومات صادمة حول واحدة من أكبر العمليات السرّية التي نُفذت داخل الأراضي السورية خلال السنوات الأخيرة، وتتعلق بتهريب معتقلين من سجن صيدنايا إلى مدينة السويداء، ضمن ما يبدو أنها شبكة دولية معقدة لتجارة الأعضاء والبشر، يُشتبه في تورط جهات أمنية نافذة، وضلوع مباشر لعناصر من الجماعات المسلحة، بدعم وتسهيل من أطراف خارجية.

بحسب التسجيل، أكدت عدة جهات محلية أن برادات خاصة خرجت من سجن صيدنايا قبل تحريره، ويُرجّح أنها كانت تنقل معتقلين أحياء. وأضافت المصادر أن هؤلاء الأشخاص ربما كانوا شهودًا على أحداث خطيرة مرتبطة بما يجري في محافظة السويداء، ما يفسّر أسباب تصفيتهم أو إخفائهم القسري لاحقًا.

وتشير الرواية إلى أن مراقبة تلك البرادات فُرضت على طريق حمص، في حين أنها اتخذت طريقًا آخر نحو مناطق تُسيطر عليها فصائل موالية، ما زاد من غموض العملية. وقد تم ربط هذا المسار بوجود شبكة من “الجماعات الهجرية” التي تلعب أدوارًا مشبوهة في محيط المدينة.

أما الحدث الأخطر، فكان بحسب الشهادة، محاولة تصفية القائد أحمد العودة، من خلال استهدافه ضمن عملية داخل العاصمة دمشق، بعدما اتُّهم البلعوص في دخول سجن صيدنايا وسرقة “الهارد ديسك” الذي يضم معلومات حساسة تتعلق بملف الهجرة واللجوء والجوازات، وربما يحتوي على وثائق تثبت تجارة الأعضاء وتهريب المعتقلين.

الملف الأبرز الذي فُتح في التسجيل يتحدث عن أن سبب سرقة “الهاردات” من سجن صيدنايا كان إخفاء الأدلة التي توثّق عمليات بيع الأعضاء البشرية، وربطت الرواية هذه العمليات مباشرة بجهات داخل السويداء وبمشاركة إسرائيلية، حيث استُخدمت المحافظة كممرّ سري لتهريب الأعضاء، وفق تقارير استخباراتية متطابقة.

في شهادة أخرى وردت داخل التسجيل، تحدث المصدر عن احتمال وجود معتقلين أحياء حتى الآن، معتبرًا أن آلية تجارة الأعضاء تتطلب الحفاظ على الضحايا أحياء حتى موعد نزع الأعضاء، ما يجعل سيناريو وجود محتجزين داخل مواقع غير معلنة أمرًا واردًا بشدة.

من جهة أخرى، أشار التسجيل إلى أحداث عسكرية سابقة عندما اقتربت فصائل الثورة من محيط مدينة السويداء، كاشفًا أن الطيران الحربي حينها قصف القصر الجمهوري ومبنى الأركان لمنع سقوط المدينة، حيث لم يكن يفصلها عن العاصمة سوى كيلومترات قليلة.

الملف الأخطر في نهاية الشهادة يرتبط بـ مصير الأطفال المختطفين، حيث أشار المتحدث إلى أن هناك عائلات بكاملها صُفّيت، وأُخذ الأطفال لبيعهم، وهو ما يندرج ضمن جرائم الاتجار بالبشر التي ما زالت مستمرة حتى اليوم، حسب وصفه.

في معرض الشرح، شبّه المصدر مدينة السويداء بـ”الكتاب الأسود المغلق”، وذكر أن فهرسه موجود في صَلخَد، أما بوابته فهي في قنوات، محذرًا من أن ما يمكن أن يُكتشف في هذه المناطق سيكون أفظع بمراحل مما جرى في سجن صيدنايا الشهير بانتهاكاته.

ختم المصدر تسريبه بتأكيده على أن تجارة الأعضاء وتجارة “الكتاغول” وبيع الأطفال لم تتوقف، وأن عدد المعتقلين والمفقودين خلال السنوات الماضية يتجاوز 100 ألف شخص، داعيًا إلى فتح تحقيق عاجل في كل هذه الوقائع ومحاسبة المتورطين.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-