آيا صوفيا.. خمس سنوات على العودة إلى العبادة والهوية الإسلامية

في مناسبة تحمل رمزية دينية وتاريخية عميقة، جدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التأكيد على مكانة مسجد آيا صوفيا في وجدان الأمة الإسلامية، واصفًا إياه بأنه “رمز فتح إسطنبول وأمانة محمد الفاتح رحمه الله”، وذلك في ذكرى مرور خمس سنوات على إعادة افتتاحه مسجدًا للعبادة بعد انقطاع دام 86 عامًا.

وفي منشور له على منصة “إكس”، عبّر أردوغان عن امتنانه قائلًا: “الحمد لله الذي منّ علينا برؤية إحياء آيا صوفيا من جديد”، مشيرًا إلى أن رفع الأذان وإقامة الصلاة فيه مجددًا بعد كل تلك السنوات، يحمل معنى كبيرًا يعانق روح الأمة وهويتها.

الذكرى الخامسة لإعادة الافتتاح تتزامن مع مشهد لا يزال محفورًا في الذاكرة التركية، حين تجمّع عشرات الآلاف من المصلين في قلب إسطنبول لأداء أول صلاة جمعة في المسجد يوم 24 يوليو/تموز 2020، بحضور كبار مسؤولي الدولة، بعد صدور قرار المحكمة الإدارية العليا بإلغاء مرسوم عام 1934 الذي حوّله إلى متحف.

ذلك القرار الذي صدر في 10 يوليو/تموز 2020، لم يكن مجرد إجراء قانوني، بل حمل بُعدًا أيديولوجيًا وتاريخيًا، أعاد المسجد إلى موقعه الطبيعي في الذاكرة الجماعية كرمز للفتح العثماني ومكان عبادة عريق شُيّد أول مرة عام 537 ميلاديًا، وتحول إلى مسجد بعد دخول السلطان محمد الفاتح إلى القسطنطينية عام 1453.

منذ ذلك الحين، عاد آيا صوفيا ليكون معلمًا روحيًا نابضًا بالحياة وسط المدينة، حيث تُقام فيه الصلوات الخمس، وتُحيى فيه المناسبات الدينية الكبرى، في مشهد يجمع بين عراقة التاريخ وعنفوان الحاضر.

خمس سنوات مرّت منذ لحظة الإعلان التاريخي، لكنها رسّخت تحوّلاً عميقًا في وجدان الأتراك، وعززت شعورهم بالارتباط بجذورهم الحضارية، في وقت يشهد فيه العالم الإسلامي تجاذبات ثقافية ودينية متسارعة.

آيا صوفيا اليوم ليس فقط مَعلمًا معماريًا خلابًا يقف في قلب إسطنبول، بل بات عنوانًا لمرحلة جديدة من الحضور الديني والثقافي في الحياة العامة التركية، بما تحمله من رمزية الفتح الإسلامي، والتأكيد على السيادة الوطنية في القرارات المتعلقة بالإرث التاريخي والديني والإسلامي.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-