سوريا بين التقسيم والحرب الأهلية فما الحل؟

بعد حالة من الإرهاب والاعتداءات والانتهاكات في السويداء، وتعدّي على البدو، قامت قوات الأمن العام بإرسال قوات لفضّ الاشتباك والنزاع بين المتقاتلين من عصابات الهجري و عشائر البدو في ريف المحافظة، لكن سرعان ما قاموا بالغدر بجهاز الأمن العام وتصفيته بشكل كامل.

بعدها، ردّت سريعًا قوات وزارة الدفاع بإرسال الجيش والأمن لبسط السيطرة والأمان لفضّ الاشتباك في السويداء، لكن سرعان ما حدثت مواجهات عنيفة، حيث قامت عصابات الهجري، وبدعم من الاحتلال الإسرائيلي، بالاشتباك مع قوات الجيش السوري. كما قاموا بتحشيد الأهالي في السويداء وزجّهم في المعارك، لتكون مقتلة ومحرقة بين السوريين، والسبب العميل الخائن حكمت الهجري، عميل إسرائيل ورجل إسرائيل في السويداء.

ومعظم مقاتلي حكمت الهجري هم من فلول النظام الذين كانوا يرتكبون الجرائم بحق الشعب السوري، وأيضًا من قوات زهر الدين الذي كان يقتل أهالي دير الزور، بالإضافة إلى أنهم تجار مخدرات وحشيش، وهذا ما وجدته الأهالي وقوات العشائر أثناء دخولهم إلى محافظة السويداء، حيث وُجدت مزارع كاملة للحشيش هناك.
وبعد ضغوطات إسرائيلية وتهديدات قوية على الحكومة السورية، قامت الحكومة بسحب الجيش وقوات الأمن من السويداء. وبعد أن دخلوا إلى وسط السويداء، بدأ الانتقام من البدو وعشائر البدو، وقتل المئات منهم بأشكال مرعبة جداً.
فطلبوا الفزعة من العشائر العربية، فلبّت العشائر في كل أرجاء سوريا، من شمالها وغربها وشرقها، ومن كل مكان، بل تعدّى الأمر الحدود، حيث تضامنت عشائر من العراق والأردن ولبنان والسعودية مع عشائر البدو في السويداء، وأصدرت بيانات كثيرة.
فوصلت قوات العشائر السورية إلى السويداء وبدأوا بالدخول والاقتحام لتحرير السويداء، لكن سرعان ما بدأت الأمور تتجه إلى اتجاه آخر.

بعد وصول مئات الآلاف من أبناء العشائر إلى السويداء، أراد المجتمع الدولي حماية الدروز، وطلب من الحكومة السورية عقد اتفاق يقضي بانسحاب جميع العشائر من السويداء، ومن ثم دخول الأمن العام بشكل تدريجي إلى المحافظة، واستلام مهامها، وتبادل الأسرى.
لكن عصابات الهجري لم تلتزم بهذا الاتفاق، بل قامت بمهاجمة قوات العشائر. وفي يوم الأحد 20 يوليو 2025، كان من المفترض أن يتم تبادل الأسرى الساعة 6:00 مساء، لكن لم يلتزموا، ولم يتم تسليم الأسرى، بل تركت الحكومة الأسرى دون أن يستلم البدو والعشائر أو الجيش أسراهم من عصابات الهجري.

وبعد أن قامت قوات الأمن العام أو ما يسمى الآن الأمن الداخلي بمنع أبناء العشائر من دخول السويداء، وُلدت حالة غضب شديد بين أبناء العشائر، حيث إن إخوانهم محاصرون في الداخل ويطلبون النجدة والمؤازرة، لكن لا يستطيعون تلبية ذلك بسبب جهاز الأمن الداخلي الذي يحاصرهم ويمنعهم من دخول المحافظة.
وهذا ما يثير مخاوف شديدة من خطر كبير قد يحوّل الصراع إلى حرب أهلية. لم تبقَ سوى ساعات قليلة، وإذا استمرّت قوات الأمن في منع وصول العشائر إلى السويداء، فسيقومون بالتمرد على قوات الأمن، وهذا ما قد يؤدي إلى حرب أهلية بين الحكومة والعشائر، وربما تصل الحالة إلى إسقاط الحكومة ودخول البلد في المجهول.

لكن ما الحل؟
إذا قامت القوات السورية ووزارة الدفاع ببسط السيطرة على السويداء، فقد تقع حرب بين إسرائيل وسوريا، وهذا ما لا يريده الشعب السوري ولا الحكومة السورية. لذلك، لا يوجد حل إلا إعلان حالة الطوارئ في البلاد، وإعلان النفير العام، والانضمام إلى الجيش بشكل منظّم، ووضع خطط عسكرية قوية للدخول إلى السويداء والسيطرة عليها بالكامل، وبسط الأمن والاستقرار.
وفي حال تدخل الاحتلال الإسرائيلي، يجب محاربته، ووضع خطط عسكرية للدخول إلى الجولان السوري المحتل والسيطرة عليه. بهذه الطريقة، سيضغط المجتمع الدولي على وقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من السويداء، وربما استعادة الجولان المحتل أيضاً.
ولتجنّب الانتقام والفوضى في السويداء، ومنع قتل أبناء العشائر والبدو، يجب اعتقال كل من شارك في القتال ضد الشعب السوري والعشائر من أهالي السويداء، ومحاكمتهم وإعدامهم في محاكم علنية، ومن بينهم حكمت الهجري وماهر شرف الدين.

أما إذا استمرت الحكومة في منع العشائر من دخول السويداء، فهذا سيكون خطأً كبيرًا جدًا جدًا جدًا، وقد تكون نهايته إما حرب أهلية لا خروج منها أو دخول الاحتلال الإسرائيلي وتقسيم سوريا.
السيناريوهان خطيران جدًا، أما السيناريو الوحيد المقبول فهو إعلان حالة الطوارئ، وإعلان النفير العام، وتنظيم العشائر ضمن صفوف وطنية منظمة تحت راية الدولة.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-