شاركت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية في الاجتماع الاستثنائي لمديري عموم الجمارك في الدول العربية، والذي انعقد في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة، بهدف بحث آفاق التعاون الجمركي وتنسيق السياسات بين الدول الأعضاء.
الاجتماع، الذي شهد حضوراً رفيع المستوى من مختلف الإدارات الجمركية من الدول العربية، ناقش جملة من القضايا الاستراتيجية، أبرزها اعتماد التوصيات الصادرة عن اجتماع المسؤولين القانونيين لإدارات الجمارك، الذي جرى ما بين الثاني والرابع من حزيران/يونيو 2025. وشكل الاجتماع محطة محورية لوضع اللمسات النهائية على النظام الأساسي للمجلس العربي للشؤون الجمركية، تمهيداً لإطلاقه كمنصة مؤسسية تعمل على توحيد الجهود وتنظيم السياسات الجمركية ضمن إطار جماعي متكامل.
من جانبه، أكد وفد الهيئة السورية – الذي ضم كلاً من خالد البراد معاون رئيس الهيئة للشؤون الجمركية، ومازن علوش مدير العلاقات المحلية والدولية على أهمية ترسيخ العمل العربي المشترك في المجال الجمركي، لا سيما في ظل التحديات المتزايدة أمام حركة التجارة البينية، والحاجة إلى تطوير أدوات تنسيق فعالة تقلل من العوائق الإدارية والفنية على المنافذ الحدودية.
وأشار الوفد إلى أن تعزيز سلاسة التبادل التجاري وتبسيط الإجراءات الجمركية من شأنه أن ينعكس إيجاباً على الاقتصادات الوطنية، ويُسهم في دفع عجلة التكامل الاقتصادي العربي قُدماً، بما يتماشى مع الرؤى الواردة في اتفاقيات التعاون الجمركي والنقل العربي.
ويُعد هذا الاجتماع خطوة عملية متقدمة على طريق استكمال البناء المؤسسي للعمل الجمركي العربي المشترك، حيث جرى التأكيد على ضرورة تطوير الأطر التنظيمية والتشريعية ذات الصلة بالتجارة عبر الحدود، بما يتماشى مع المعايير الدولية ويساهم في تعزيز قدرة الدول العربية على التكيف مع المتغيرات الاقتصادية العالمية.
ومن المتوقع أن يُحدث إنشاء المجلس العربي للشؤون الجمركية نقلة نوعية في آليات التنسيق الفني والتشريعي بين الدول العربية، ما من شأنه توحيد الجهود تجاه القضايا الجمركية العابرة للحدود، ودعم المبادرات الإقليمية لتيسير التجارة وتعزيز الانسيابية في حركة السلع والخدمات داخل السوق العربية المشتركة.