تركيا تكشف عن ستة أنظمة تسليح جديدة في معرض IDEF 2025 بقيادة “روكيتسان”

في معرض الصناعات الدفاعية الدولي IDEF 2025، كشفت شركة روكيتسان التركية عن ستة أنظمة تسليح متطورة، جرى عرضها لأول مرة أمام الجمهور والمختصين، ضمن خطوة جديدة تعكس الطموح التركي في تعزيز قدراته الدفاعية محليًا، وتحقيق نقلة نوعية في صناعة الأسلحة الوطنية. هذا الإعلان أثار اهتماماً واسعاً، خاصة أنه يأتي في سياق جهود أنقرة المستمرة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في الصناعات الدفاعية.

المعرض الذي يُعد منصة استراتيجية لعرض أحدث الابتكارات الدفاعية، شهد تقديم صواريخ وأسلحة دقيقة التوجيه طوّرها مهندسون أتراك بالكامل، ومن أبرز هذه الأنظمة صاروخ TAYFUN Blok-4 الباليستي الذي يُعتبر أطول صاروخ تنتجه تركيا حتى الآن. يتميز هذا السلاح بقدرته على الوصول إلى أهداف استراتيجية من مسافات بعيدة جداً، وبسرعة فرط صوتية، وقد تم تزويده برأس حربي متعدد الاستخدامات يجعله فعالاً ضد مراكز القيادة والسيطرة والمنشآت العسكرية الحيوية.

من الأسلحة الأخرى التي عُرضت لأول مرة أيضاً نظام AKATA، وهو نسخة من صاروخ ATMACA تم تصميمها للإطلاق من الغواصات، ما يمنح تركيا قدرة نادرة للغاية في المجال البحري ويضعها ضمن قائمة محدودة من الدول التي تمتلك تكنولوجيا إطلاق الصواريخ الموجهة من تحت سطح البحر. AKATA يتميز بمدى يتجاوز 250 كيلومتراً وبرأس حربي عالي التفجير، ما يجعله أداة قوية في حماية السيادة البحرية التركية.

كما شهد المعرض تقديم صاروخ GÖKBORA المصمم للاستخدام من قبل الطائرات المأهولة وغير المأهولة، والمُجهز بقدرات توجيه متقدمة ومدى يزيد عن 100 ميل بحري، ما يجعله عنصراً أساسياً في قوة الردع الجوي، وقادراً على التصدي لأي تهديدات قادمة من الجو بكفاءة عالية.

إلى جانب هذه الأنظمة، طورت روكيتسان ذخيرة طوافة جديدة باسم EREN، وهي ذخيرة متعددة الاستخدامات يمكن إطلاقها من منصات جوية أو برية أو بحرية، وتُستخدم ضد أهداف بطيئة الحركة في الجو أو أهداف برية، سواء كانت مصفحة أو غير مصفحة. وتتميز بقدرة على البقاء في الجو لفترة طويلة وبمدى يتجاوز 100 كيلومتر، مع دقة عالية في التوجيه.

كما قدمت الشركة صاروخاً جديداً باسم 300 ER، مصمم ليُطلق من الطائرات النفاثة والطائرات دون طيار، مع قدرة على الوصول إلى مدى يتجاوز 500 كيلومتر، ما يتيح ضرب أهداف استراتيجية من مسافات آمنة دون الحاجة إلى اختراق المجال الجوي المعادي. ويعتمد هذا النظام على الوقود الصلب لتأمين دقة إصابة عالية وسرعة استجابة تكتيكية.

أخيراً، قدّمت روكيتسان نظام ŞİMŞEK-2، وهو مشروع لإطلاق الأقمار الصناعية يُتوقع أن يُجري أول اختبار إطلاق له بحلول عام 2027. ويهدف إلى وضع أقمار صناعية تصل حمولتها إلى 1500 كيلوغرام في مدارات عالية، ما يضع تركيا على خارطة الدول القادرة على إرسال أقمار صناعية إلى الفضاء بشكل مستقل، ويعزز حضورها في ميدان التكنولوجيا الفضائية.

هذه الأنظمة مجتمعة تُظهر مدى التقدم الذي أحرزته تركيا في السنوات الأخيرة على صعيد تطوير أنظمة دفاعية متقدمة محلياً، وتؤكد عزمها على تحقيق سيادة صناعية وعسكرية متكاملة. وتأتي هذه التطورات في ظل توترات إقليمية متصاعدة وتحديات أمنية متزايدة، ما يجعل من هذا التقدم ركيزة أساسية في استراتيجية الأمن القومي.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-