عودة القطار بين حلب وحماة بعد 13 عاما من التوقف

شهدت محطة قطار حلب انطلاق رحلة تجريبية للقطار باتجاه محافظة حماة، وذلك بعد توقف دام لأكثر من ثلاثة عشر عاماً بسبب الثورة ضد نظام الأسد المخلوع، وتوقف إثر المواجهات خط السكك الحديدية الجنوبي منذ عام 2012. الرحلة التي نُفذت بالتعاون مع مركز مجموعة قطار “ترينسيت”، وصفت بأنها إنجاز تقني كبير يفتح الباب أمام عودة قطاع النقل البري إلى العمل بعد سنوات من التوقف.

وصرّح المهندس محمد حمزة أبرم، رئيس المركز، أن هذه الخطوة جاءت ثمرة لعمليات صيانة مكثفة شملت القطارات والبنية التحتية، مؤكداً أن الطموحات لا تقتصر على إعادة تسيير الخط بين حلب وحماة، بل تمتد لتشمل ربط كافة المحافظات السورية، وصولاً إلى السكك الحديدية التركية عبر مدينة غازي عنتاب.

القطار الجديد يتمتع بمواصفات حديثة تشمل أنظمة تكييف متطورة، ومرافق خدمية ومقصف داخلي، ويصل إلى سرعة قصوى تبلغ 160 كيلومتراً في الساعة. ومع ذلك، تواجه فرق التشغيل تحديات كبيرة أبرزها نقص الكوادر الفنية والقطع التبديلية، ما يستدعي دعماً عاجلاً لضمان استمرارية المشروع وتوسّعه.

من جهته، أوضح المهندس محمد خير عبد السلام، معاون رئيس المركز في حلب، أن ورشات الصيانة عملت على مدى الأشهر الثلاثة الماضية على إعادة تأهيل القطارات المتوقفة، إلى جانب إصلاح شامل لخطوط السكك الحديدية، تمهيداً لتوسيع نطاق الخدمة لتشمل لاحقاً خط حلب - حمص، ثم باتجاه دمشق واللاذقية والمنطقة الشرقية، وربط الشبكة مستقبلاً بالخطوط الدولية.

الحدث لاقى ترحيباً واسعاً من قبل السائقين والركاب، حيث عبّر السائق جميل حلوم عن سعادته بعودة تشغيل القطارات بعد انقطاع طويل، مشيراً إلى أن القطار مؤهل لنقل 245 راكباً ضمن بيئة آمنة ومريحة، وهو ما يمثل خطوة إيجابية نحو إحياء وتطوير النقل الجماعي في البلاد.

وتُعد عودة تشغيل خط القطار بين حلب وحماة مؤشراً مهماً على تقدم جهود الدولة في إعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية، خصوصاً في قطاع النقل الذي يُشكل عصباً أساسياً للحياة الاقتصادية والاجتماعية. هذا المشروع يعيد التواصل بين المدن، ويُسهم في تنشيط الحركة التجارية والمدنية، ضمن مسار التعافي الوطني المتواصل في سوريا.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-