أعلن محافظ اللاذقية "محمد عثمان" أن فرق الإطفاء والدفاع المدني تمكنت من السيطرة على معظم بؤر الحرائق المشتعلة في منطقة كسب، مؤكداً أن العمل جارٍ على عمليات المراقبة والتبريد وأن الوضع العام جيد وتحت السيطرة.
وأوضح عثمان أن فرق إطفاء من عدة محافظات انضمت إلى جهود الإخماد، ما ساهم في تحسن الوضع بشكل ملحوظ مقارنة بالسابق، معبّراً عن أمله في السيطرة الكاملة على الحرائق قريباً بفضل التنسيق المستمر بين جميع الجهات المعنية. وحول ما يُشاع عن إغلاق معبر كسب، أكد محافظ اللاذقية أن المعبر يعمل بشكل طبيعي ويشهد حركة سير اعتيادية.
تواصل فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري وأفواج الإطفاء، إلى جانب الأفواج الحراجية وبمساندة الأهالي، عملياتها على مدار الساعة لإخماد حرائق الغابات المشتعلة في ريفي اللاذقية وحماة، بمشاركة الطائرات المروحية التابعة لوزارة الدفاع. وتعمل هذه الفرق ضمن خطة طوارئ ميدانية متكاملة تشمل أكثر من 50 فريق إطفاء مجهز بسيارات إطفاء وصهاريج مياه، إلى جانب آليات ثقيلة لفتح الطرقات وخطوط النار التي تساعد في الوصول إلى مواقع النيران وقطع امتدادها. وقد وصلت مؤازرات من عدة محافظات بينها حمص، حلب، إدلب، دمشق، ريف دمشق، ودرعا لدعم عمليات الإخماد.
وأكد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح، في تصريح، أن الجهود المشتركة نجحت في وقف تمدد النيران في مناطق عين الكروم وطاحونة الحلاوة وأبو كليفون بريف حماة، غير أن الحرائق ما زالت مشتعلة في بؤر جبلية شديدة الوعورة، ما يستدعي العمل المستمر لعزلها ومنع انتشارها. وأضاف أن النيران امتدت من محور قرية عناب نحو أحراج شطحة، ما دفع الفرق إلى إعادة انتشارها لمواجهة الحرائق هناك، بمشاركة مروحيات وزارة الدفاع، كما تمكنت بمساندة الأهالي من وقف تقدم النيران في قرية فقرو والتمازة وغابات طريق بيت ياشوط، مع بقاء بؤر نشطة في الجبال الصعبة التضاريس.
وفي اللاذقية، أوضح الصالح أن محور كسب يُعد الأكثر تأثراً بالحرائق في المحافظة، حيث طالت النيران مناطق الغابات في النبعين والشجرة، بينما تواصل الفرق عمليات محاصرتها ومنع توسعها نحو أحراج قرى كفرتة وبروما في جبل الأكراد، في ظل صعوبات ميدانية متزايدة بسبب انتشار مخلفات الحرب التي تعيق الحركة وتعرض الإطفائيين لمخاطر إضافية.
وشدد الوزير على الدور الحيوي للأهالي والمجتمع المحلي في دعم عمليات الإخماد، من خلال المساعدة في الوصول السريع إلى مواقع النيران، مؤكداً اعتماد أساليب متعددة للإطفاء المباشر والعزل، إضافة إلى استخدام مواد خاصة لمكافحة حرائق الغابات أثبتت فعاليتها خلال عمليات الأمس في ريف حماة.
وتواجه الفرق الميدانية تحديات معقدة أبرزها اشتداد الرياح التي تزيد من سرعة انتشار النيران، وارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب التضاريس القاسية التي تمنع وصول المركبات إلى العديد من بؤر الحرائق، إضافة إلى غياب خطوط النار المجهزة التي تشكل حواجز طبيعية، ووجود ألغام ومخلفات حرب في مناطق واسعة ما يشكل خطراً على سلامة عناصر الإطفاء.