في مقالة رأي أثارت جدلاً واسعاً، حذّرت الكاتبة أسماء شلاش من خطورة الطرح المتداول حول دمج ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية (قسد)” في صفوف الجيش العربي السوري، معتبرةً أن هذا الدمج “ليس خطوة نحو توحيد البلاد، بل تفخيخٌ لبنيتها العسكرية من الداخل”.
وقالت شلاش في مقالتها التي حملت عنوان “خطورة دمج قسد في الجيش العربي السوري” إن الاندماج المقترح من قبل “قسد” يقوم على إدخالها ككتلة مستقلة داخل المؤسسة العسكرية، مع احتفاظها بهيكل قيادي خاص وعقيدة مغايرة تماماً للعقيدة الوطنية السورية، وهو ما وصفته بأنه “زرع جسمٍ غريب بولاء مختلف داخل الجيش الوطني”.
وأضافت الكاتبة أن مثل هذا السيناريو لا يصنع وحدة، بل ينقل الانقسام إلى داخل المؤسسة العسكرية ذاتها، ويخلق صراعاً مكتوماً بين مؤسستين داخل مؤسسة واحدة، مؤكدةً أن ذلك يمثل “انتحاراً هيكلياً” من الناحية الأمنية والعسكرية.
وشدّدت شلاش على أن وجود سلاح منظم بيد قيادة شبه مستقلة، حتى وإن رُفع تحت شعار “الدمج”، يعني عملياً فتح الباب أمام تمرّدٍ محتمل أو انقلاب داخلي، خاصة أن “قسد” ترتبط — بحسب قولها — بدعمٍ أمريكي مباشر وتحمل مشروعاً أيديولوجياً كردياً يتناقض مع مفهوم الدولة السورية المركزية.
واستعرضت الكاتبة في مقالها تجارب دولية فاشلة في محاولات دمج الميليشيات داخل الجيوش الوطنية، مشيرةً إلى:
- تجربة البيشمركة في العراق التي خلقت جيشاً موازياً بولاء قومي منفصل عن سلطة بغداد.
- تجربة ليبيا بعد 2011 حيث تحولت الدولة إلى غطاء قانوني لميليشياتها المسلحة وانقسمت البلاد لاحقاً إلى سلطتين وجيشين.
- تجربة اليمن عندما أُدخل الحوثيون إلى المؤسسة العسكرية قبل أن ينقلبوا عليها من الداخل.
- تجربة لبنان التي ظل فيها “حزب الله” يحتفظ بسلاحه ونفوذه رغم مشاركته الشكلية في مؤسسات الدولة.
ورأت شلاش أن هذه النماذج التاريخية تُظهر أن “الدمج” لا يمكن أن يكون ناجحاً ما لم يسبقه تفكيك فعلي للميليشيا ونزع سلاحها وإعادة تأهيل أفرادها بشكل فردي وفق العقيدة الوطنية السورية، معتبرة أن دمج “قسد” كوحدة قائمة بذاتها سيكون “استسلاماً سياسياً بغطاء وطني مزيف”.
وختمت الكاتبة مقالها بالتأكيد أن إدخال “قسد” ككتلة داخل الجيش لن يعيد وحدة سوريا، بل سيزرع بذرة انقسام جديدة داخل المؤسسة العسكرية، محذّرة من أن تكرار سيناريوهات ليبيا واليمن ولبنان سيؤدي إلى “تفككٍ داخلي” أخطر من أي تهديد خارجي.