شهدت منطقة اللجاة شمالي محافظة درعا، صباح اليوم، تطورًا صادمًا بعد أن تمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال رفات أربعة أشخاص من مقبرة جماعية جديدة داخل محيط اللواء 34، أحد المقرات العسكرية السابقة التابعة للنظام البائد، في قرية المسمية التي لطالما شكّلت مسرحًا لانتهاكات دامية خلال سنوات الحرب.
وأكدت مصادر محلية أن رفات الجثث كانت ظاهرة جزئيًا فوق سطح الأرض، ما استدعى تدخل الطواقم المختصة بشكل عاجل لاستكمال أعمال الحفر والانتشال، وسط مؤشرات على وجود المزيد من الجثامين في الموقع ذاته. المعلومات الأولية تشير إلى أن هذه الرفات قد تعود لمدنيين أُعدموا ميدانيًا خلال فترة سيطرة النظام على المنطقة، حيث كانت وحداته الأمنية تنفذ حملات دهم واعتقال انتهت في كثير من الحالات بالقتل والدفن الجماعي.
وكان الموقع ذاته قد شهد في شهر شباط الماضي عملية مماثلة، تم خلالها استخراج عدد من الجثامين من المكان نفسه، الأمر الذي يعزز من فرضية وجود عشرات القبور الجماعية التي لم يتم كشفها بعد، ويعيد إلى الأذهان الجرائم التي ارتكبت بحق سكان اللجاة خلال المواجهات التي دارت بين الفصائل الثورية وقوات النظام في ذروة الصراع.
مصادر الدفاع المدني أشارت إلى أن الأعمال مستمرة بالتنسيق مع الجهات المختصة للكشف عن باقي المقابر المفترضة في نطاق اللواء 34، الذي طالما شكّل رمزًا للقمع والاعتقال والإعدام الميداني في المنطقة، في وقت تتواصل فيه جهود محلية لتوثيق الضحايا وتحديد هوياتهم، وسط دعوات من الأهالي بفتح تحقيق مستقل لكشف ملابسات تلك الجرائم ومحاسبة المتورطين.
منطقة اللجاة تُعد من أبرز المناطق الجغرافية في جنوب سوريا التي دفعت ثمناً باهظاً خلال سنوات الحرب، حيث شهدت موجات نزوح واسعة، وتدميرًا ممنهجًا للبيئة السكانية، إلى جانب جرائم لم توثق بعد بالكامل. ويأمل أهالي الضحايا أن يكون الكشف عن هذه المقابر الجماعية بداية لتحرك جاد على المستويين المحلي والدولي من أجل إنصاف ذويهم، ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب التي ما زالت تُغلف الكثير من الجرائم المرتكبة في البلاد.