U3F1ZWV6ZTUxNTY3MzM1NTgxMjczX0ZyZWUzMjUzMzEzNDM1NjY4Ng==

محلل تركي: تعاون عسكري إسرائيلي يوناني يثير القلق قرب الأراضي التركية

اعتبر الكاتب والمحلل العسكري التركي دوغان أكدنيز أن التعاون العسكري المتزايد بين إسرائيل واليونان، والمصحوب بتحركات عسكرية جديدة في جزيرة قبرص، يمثل تصعيدًا خطيرًا في شرق البحر المتوسط ويستهدف بالدرجة الأولى تقويض النفوذ التركي في المنطقة.

وفي مقال نشرته صحيفة “أيدنلك” التركية، أوضح أكدنيز أن التقارير التي تتحدث عن نقل منظومات صواريخ ودفاع جوي إسرائيلية إلى قبرص ليست مجرد خطوة تقنية، بل هي جزء من مشروع أمني واسع النطاق يجري تنفيذه بالتنسيق بين تل أبيب وأثينا ونيقوسيا، تحت غطاء ما يسمى بمشروع الدفاع الجوي المتعدد الطبقات “درع أخيل”.

وأشار الكاتب إلى أن هذا المشروع يهدف إلى إنشاء مظلة دفاعية مشتركة تغطي الأجواء القبرصية واليونانية، باستخدام أنظمة إسرائيلية حديثة مثل “سبايك” و**“PULS”**، في حين سلّمت تل أبيب لقبرص منظومة الدفاع الجوي “باراك إم إكس”، التي وُصفت خطأ في بعض وسائل الإعلام بأنها النسخة القبرصية من “القبة الحديدية”، رغم اختلافها الفني من حيث المدى والطبقات التشغيلية.

وبحسب أكدنيز، فإن البعد القبرصي في التعاون الثلاثي بات أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، ما يثير مخاوف أنقرة من احتمال دمج الدفاعات الجوية لكل من اليونان وقبرص ضمن منظومة إنذار مبكر موحدة، يمكن أن تحدّ بشكل مباشر من حرية المناورة الجوية والبحرية لكل من تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية.

ولفت الكاتب إلى أن تركيا كانت قد سعت في السنوات الماضية إلى تعزيز قدراتها الدفاعية عبر شراء منظومة “إس-400” الروسية، بعد فشل مفاوضاتها للحصول على منظومة “باتريوت” الأميركية. ورغم أن القرار قُدّم حينها بوصفه خطوة نحو “الاستقلال الإستراتيجي”، إلا أنه أدى إلى فرض عقوبات أميركية على أنقرة بموجب قانون “كاتسا”، واستبعادها من برنامج “إف-35”، مما جعل المنظومة الروسية غير فعالة عمليًا في بيئة العمليات الحالية.

في المقابل، تنسّق إسرائيل مع الولايات المتحدة والغرب بحرية تامة، وتنشر أنظمة “باراك إم إكس” في جزر يونانية وقبرصية دون أي اعتراضات، ما يعزز تفوقها العسكري في شرق المتوسط، ويمكّنها من مراقبة المجال الجوي والبحري المحيط بتركيا.

ويحذر أكدنيز من أن هذا الواقع الجديد قد يفرض على أنقرة إعادة النظر في استراتيجيتها الدفاعية، خصوصًا في ظل تمدد النفوذ الإسرائيلي داخل البنية العسكرية لحلفاء واشنطن في المنطقة، الأمر الذي يهدد بتغيير موازين القوة لصالح محور أثينا – نيقوسيا – تل أبيب.

وختم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن إسرائيل تستغل تعاونها الوثيق مع الغرب والولايات المتحدة لتوسيع حضورها العسكري والسياسي في شرق المتوسط، في الوقت الذي تُواجه فيه تركيا عقوبات وضغوطًا تمنعها من تحقيق توازن فعلي أمام هذا التمدد.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة