نقل موقع سرت الإخبارية، نقلاً عن وكالة “الأناضول”، أن حصيلة المجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق مئات الفلسطينيين الذين كانوا يتجمعون للحصول على المساعدات الإنسانية شمال غرب قطاع غزة، ارتفعت إلى 73 شهيداً على الأقل، في مشهد يوصف بالأبشع منذ أسابيع.
وبحسب ما أكده شهود عيان ومصادر طبية للوكالة، فقد تعمدت الآليات العسكرية الإسرائيلية استهداف الحشود المتواجدة قرب منطقة السودانية، عبر قصف مدفعي مباشر وإطلاق نار كثيف، بينما كان الأهالي ينتظرون المساعدات في ظل ظروف إنسانية خانقة وغير مسبوقة.
وقالت المصادر إن الضحايا سقطوا تباعًا، وإن عمليات الإسعاف جرت بوسائل بدائية، بعد عجز سيارات الإسعاف عن الوصول إلى المكان، نظراً لمخاطر التواجد في المنطقة المكشوفة أمام النيران الإسرائيلية.
وأوضح مراسل “الأناضول” أن مستشفى الشفاء في مدينة غزة استقبل ما لا يقل عن 50 جثماناً، بينما تم نقل 18 شهيداً إلى عيادة الشيخ رضوان، وجثمانين إلى مستشفى القدس في حي تل الهوى، إضافة إلى شهيدين آخرين في مشفى السرايا، وشهيد في مستشفى المعمداني، وسط استمرار وصول الجرحى والمصابين.
وقال مصدر طبي من مستشفى الشفاء إن الكادر الطبي أطلق نداء استغاثة عاجل يدعو المواطنين للتبرع بالدم بشكل فوري، مؤكداً أن المستشفى يواجه انهياراً كاملاً في قدرته الاستيعابية، مع النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الحيوية، في ظل استمرار تدفق الإصابات بوتيرة مرتفعة.
ونقل موقع سرت الإخبارية أيضاً عن شهود عيان أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار مباشرة على الجموع، دون سابق إنذار، في ما وصفوه بأنه “استهداف متعمّد لمدنيين عزّل لا يحملون سوى الأمل بالنجاة أو الحصول على الغذاء”.
تُضاف هذه المجزرة الجديدة إلى سجل طويل من الانتهاكات التي يتعرض لها سكان قطاع غزة المحاصر منذ نحو عامين، بينما يتفاقم الوضع الصحي والإنساني إلى مستويات غير قابلة للسيطرة، وتفشل الدعوات الدولية حتى الآن في وقف هذا النزيف المستمر.