في تطوّر لافت على خلفية التقارير الصادمة التي وردت من مدينة السويداء، أعلنت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية عن فتح تحقيق رسمي بخصوص انتهاكات جسيمة ارتكبتها مجموعة مجهولة ترتدي الزي العسكري، والتي نُسبت لها أفعال مخالفة تمامًا لقواعد الانضباط العسكري وأوامر القيادة المركزية.
ووفق البيان الرسمي الصادر عن الإدارة، فقد تابعت الوزارة، ممثلة باللواء المهندس مرهف أبو قصرة وزير الدفاع، مجريات ما جرى، وقررت تشكيل لجنة تحقيق متخصصة لتحديد هوية المجموعة التي نفذت هذه الانتهاكات وتقصّي خلفياتها، في ظل تأكيد الوزارة أنها لم تصدر أي توجيه يسمح بدخول تشكيلات غير تابعة لها إلى منطقة العمليات في السويداء. وأكدت الوزارة أن التعميمات السابقة تمنع بشكل صارم دخول أي جهة غير رسمية أو ميليشياوية إلى مناطق العمليات.
وشدد اللواء مرهف أبو قصرة، بحسب البيان، على أن وزارة الدفاع لن تتسامح مع أي عنصر يثبت تورّطه في الانتهاكات، حتى وإن كان تابعًا للوزارة نفسها، معتبرًا أن ما جرى يضرب مصداقية المؤسسة العسكرية، ويضعها أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية تجاه المدنيين الذين تعرضوا للاعتداءات. كما أكد أنه سيتابع شخصيًا أعمال لجنة التحقيق حتى كشف كافة ملابسات الحادثة، وضمان تنفيذ أقصى العقوبات بحق المرتكبين.
البيان أشار أيضًا إلى أن العديد من المجموعات المناطقية كانت حاضرة في المدينة ونفّذت عمليات وُصفت بأنها “انتقامية”، وهو ما سيجعل من مهمة اللجنة أكثر تعقيدًا، خاصة مع تعدد الجهات والفصائل غير النظامية التي قد تكون انخرطت في الأعمال المخالفة.
وزارة الدفاع أوضحت في بيانها أن التحقيقات ستطال جميع من ظهروا في التقارير المصورة أو الموثّقة، وأن نتائج اللجنة ستُعرض فور الانتهاء من أعمالها، بما يضمن إطلاع الرأي العام السوري على حقيقة ما جرى ومحاسبة المتورطين دون استثناء.