في موقف لافت يعكس حجم القلق الشعبي من التصعيد في جنوب سوريا، أدان أبناء عشائر أهل الجبل في الأردن ما وصفوه بـ”جرائم الإبادة الجماعية” التي تستهدف عشائر البدو في محافظة السويداء السورية، متهمين مجموعات وصفوها بـ”الطائفية الإجرامية” بالوقوف وراء موجة عنف ممنهجة تشمل الخطف والتنكيل والتهجير القسري.
البيان الذي صدر باسم أبناء عشائر الشرفات والمساعيد والعظامات والزبيد المقيمين في الأردن، حمل لغة إدانة شديدة تجاه ما اعتبروه “خروجًا سافرًا عن القيم الإنسانية والدينية” من قبل جماعات تابعة لما يُعرف بـ”آل الهجري”، متهمًا إياها بممارسة “أبشع صور الإرهاب والترويع بحق المدنيين العزّل”.
وأكد الموقعون على البيان أن ما يجري في السويداء لا يمثّل فقط تهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار الجنوب السوري، بل يشكّل خطرًا إقليميًا قد يمتد أثره إلى الدول المجاورة، محذّرين من تبعات تجاهل هذه الانتهاكات أو الصمت عنها.
وطالب البيان الحكومة الأردنية بالتحرك العاجل والفاعل على المستوى الدبلوماسي والإنساني، مشددًا على ضرورة استخدام جميع الوسائل المتاحة للضغط من أجل رفع الظلم الواقع على أبناء العشائر البدوية في سوريا، وتأمين الحماية لهم في وجه “العصابات الطائفية” التي تنتهك كل المبادئ والأعراف.
كما دعا الموقعون المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى فتح تحقيق فوري في “الجرائم الموثقة”، وتحميل مرتكبيها كامل المسؤولية القانونية، مع العمل الجاد على محاسبتهم بموجب القانون الدولي.
البيان لم يتوقف عند الإدانة، بل شدد أيضًا على خطورة تمدد هذه العصابات التي اتُّهِمَت بإفساد الأرض ونشر السموم والمخدرات، معتبرًا أن نشاطها يشكّل تهديدًا للأمن المجتمعي في عموم المنطقة، كما يعكس ملامح مشروع أوسع للفوضى والتفكك يجب مواجهته بكل الوسائل.
وفي ختام البيان، أعلن أبناء عشائر أهل الجبل في الأردن تضامنهم الكامل مع أبناء جبل العرب، وأعربوا عن دعمهم للأحرار والشرفاء في السويداء، مؤكدين أن “إرادة الشعوب لا تُقهر”، وأن “الظلم إلى زوال مهما طال أمده”.