قبل أسابيع قليلة من انطلاق النسخة الجديدة من الدوري الإنجليزي الممتاز، سلطت وسائل الإعلام الرياضية العالمية الضوء مجددًا على النجم المصري محمد صلاح، معتبرة إياه أحد أبرز رموز كرة القدم المعاصرة، وأكثر اللاعبين استمرارية وتأثيرًا داخل الملاعب الأوروبية.
وجاء في تقرير حديث نشرته شبكة “lentedesportiva” الرياضية، أن محمد صلاح لا يزال يحافظ على مكانته كأفضل جناح في الدوري الإنجليزي الممتاز دون منازع، بفضل أدائه الثابت، وقدرته اللافتة على التسجيل وصناعة الفارق، منذ انضمامه إلى صفوف ليفربول في صيف عام 2017.
ويفتتح ليفربول موسمه الجديد بمواجهة مرتقبة ضد فريق بورنموث على ملعب “أنفيلد”، في الخامس عشر من أغسطس المقبل، وسط توقعات كبيرة بأن يكون صلاح أحد الأوراق الرابحة للمدرب الجديد آرني سلوت، الذي تولى مهمة قيادة الفريق خلفًا ليورغن كلوب.
وأكد التقرير أن اللاعب المصري لا يمثل فقط تهديدًا هجوميًا لأي خصم، بل يُجسّد مفهوم “الاستمرارية” الذي طالما ميّز أساطير كرة القدم، حيث نجح على مدار سبعة مواسم متتالية مع ليفربول في تسجيل معدلات تهديفية مذهلة، قاد بها فريقه إلى تحقيق عدة بطولات، أبرزها دوري أبطال أوروبا، والدوري الإنجليزي، وكأس العالم للأندية.
وتابع التقرير قائلاً إن ما يميز محمد صلاح ليس موهبته الفطرية فقط، بل انضباطه العالي وقدرته على الحفاظ على مستوى بدني وفني متوازن طوال الموسم الرياضية، وهو ما يجعله لاعبًا لا يمكن الاستغناء عنه بتاتا في كتيبة ليفربول. كما أشار إلى أن تحت قيادة المدرب آرني سلوت، فإن صلاح سيحاول إضافة مزيد من الألقاب إلى سجله الحافل في الإنجازات، في ظل رغبة واضحة لدى ليفربول بالعودة إلى منصة التتويج بعد موسم لم يكن على قدر التوقعات.
وفي تصنيف عالمي جديد أجرته الشبكة ذاتها، تم إدراج محمد صلاح ضمن قائمة نخبوية تضم أكثر عشرة لاعبين حافظوا على استقرار أدائهم عبر التاريخ، إلى جانب أسماء خالدة مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو وواين روني وسيرجيو راموس ولوكا مودريتش وتييري هنري وبوفون ورايان جيجز وهاري كين.
واعتبر التقرير أن “الثبات في المستوى” أحد أندر الصفات في كرة القدم الحديثة، حيث ينجح القليل فقط من اللاعبين في البقاء على القمة عامًا بعد عام، بينما يغيب آخرون بعد لحظات تألق قصيرة. وأضاف أن صلاح يجسد هذا النوع من اللاعبين النادرين الذين تمكنوا من ترسيخ أنفسهم كنماذج للاستمرارية والاحتراف.
وسلط التقرير الضوء على المسيرة المتعرجة التي مر بها صلاح قبل أن يصل إلى قمة مستواه، مشيرًا إلى أن بدايته مع تشيلسي لم تكن موفّقة، لكنّه استعاد بريقه مع روما الإيطالي، قبل أن يحقق قفزة نوعية بعد انتقاله إلى ليفربول، ليصبح أحد أعظم لاعبي النادي في تاريخه، متوجًا بالحذاء الذهبي في أكثر من مناسبة، وهدافًا ثابتًا للفريق في جميع المسابقات.
ولفتت الشبكة إلى أن صلاح، إلى جانب إنجازاته الفردية والجماعية، تمكّن من حجز مكانه في أكثر من تصنيف عالمي، كأفضل جناح في تاريخ الدوري الإنجليزي، وأفضل لاعب أفريقي في البطولة، فضلًا عن تصنيفه كأفضل لاعب مسلم لعام 2025، وتواجده ضمن قائمة أساطير ليفربول عبر العصور.
هذه الإشادات المتكررة تؤكد أن محمد صلاح بات نموذجًا عالميًا يُحتذى به، ليس فقط في موهبته داخل المستطيل الأخضر، بل في التزامه، وتواضعه، وإصراره على تطوير نفسه، وهو ما جعله رمزًا رياضيًا يتجاوز حدود بلاده وفي الأخص في الوطن العربي، ويعكس صورة مشرقة للاعب العربي في ملاعب أوروبا والملاعب الدولية.