أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن قطاع غزة شهد خلال الساعات الماضية ارتفاعًا جديدًا في عدد ضحايا المجاعة، مع تسجيل وفاة رضيع يبلغ من العمر أربعين يومًا وطفل آخر في مدينة خان يونس، نتيجة النقص الحاد في الغذاء وسوء التغذية، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع.
الرضيع، الذي توفي شمال القطاع، لم يحصل على الحليب أو الرعاية الطبية الأساسية بسبب غياب المواد الغذائية والأدوية المخصصة للأطفال. أما الطفل الثاني، فقد فارق الحياة نتيجة معاناته من الجوع المزمن ونقص العناصر الغذائية اللازمة في ظل أوضاع إنسانية متدهورة.
في تطور موازٍ، فقدت امرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة حياتها داخل مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، بعد أن تفاقمت حالتها الصحية نتيجة سوء التغذية وفقدان الرعاية. تقارير طبية أشارت إلى أن وزنها انخفض بشكل حاد خلال الأسابيع الماضية، ما أدى إلى فشل أعضاء جسدها وعدم استجابتها للعلاج.
وفق معطيات القطاع الصحي، تعاني مئات العائلات في غزة من الجوع الشديد، بينما تستقبل المستشفيات حالات يومية تعاني من نقص حاد في التغذية. وأكدت مصادر طبية أن أكثر من 17 ألف طفل يعانون من سوء تغذية شديد، وسط استمرار القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات الإنسانية.
ارتفع عدد الضحايا الذين لقوا حتفهم بسبب الجوع في قطاع غزة إلى ما لا يقل عن 88 شخصًا، بينهم 78 طفلًا، في ظل حصار خانق يمنع دخول الغذاء والمياه والأدوية. ويواجه السكان المدنيون كارثة إنسانية متواصلة، وسط نقص كامل في المواد الأساسية ومستلزمات الحياة، وخاصة في شمال وجنوب القطاع.
وتشير منظمات محلية ودولية إلى أن الحصار المفروض على غزة يتجاوز كونه إجراءً أمنيًا، ليُستخدم كأداة ممنهجة لتجويع السكان، وحرمانهم من الغذاء والرعاية، ما يُعد انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف التي تحظر استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين.
منذ السابع من أكتوبر 2023، تشهد غزة هجمات متواصلة، أسفرت عن استشهاد أكثر من 59 ألف فلسطيني، وإصابة ما يزيد عن 142 ألفًا، وسط استمرار التصعيد العسكري وتدهور الأوضاع المعيشية إلى مستويات غير مسبوقة. ومع تصاعد الأزمة، تزداد الدعوات الدولية لرفع الحصار فورًا، وفتح ممرات إنسانية عاجلة لضمان وصول الغذاء والدواء إلى السكان المحاصرين.