البحرية الإسرائيلية تقتحم سفينة “حنظلة” خلال محاولتها كسر الحصار عن غزة

في محاولةجديدة لكسر الحصار عن قطاع غزة، اقتحمت قوات تابعة للبحرية الإسرائيلية، مساء السبت، سفينة “حنظلة” التي كانت تبحر باتجاه سواحل القطاع غزة، وعلى متنها مجموعة من المتضامنين الدوليين، في مهمة إنسانية تهدف إلى لفت الأنظار إلى الأوضاع الكارثية التي يعيشها سكان غزة.

العملية وقعت على مرأى من العالم، إذ أظهر بث مباشر لحظة الاقتحام العنيف الذي نفذته القوات الإسرائيلية، حيث صعد الجنود المدججون بالسلاح إلى متن السفينة، وأجبروا المتضامنين على رفع أيديهم في مشهد يعكس القمع المباشر لأي تحرك مدني يهدف إلى كسر الحصار عن غزة. وبعد لحظات من الاقتحام، انقطع البث المباشر، مما أثار مخاوف بشأن مصير الركاب والطاقم.

وكانت السفينة قد أطلقت نداء استغاثة قبيل عملية الاقتحام، بعد اقتراب زوارق حربية إسرائيلية منها قرب شواطئ القطاع. وذكرت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أن الاتصال بالسفينة فقد بعد لحظات من النداء، دون معرفة مصير النشطاء حتى اللحظة.

رحلة “حنظلة” انطلقت في 13 يوليو من ميناء سيراكوزا الإيطالي، ثم توقفت في ميناء غاليبولي قبل أن تتابع إبحارها في 20 يوليو نحو غزة. وعلى متنها 21 ناشطًا دوليًا، كانوا يأملون في لفت الانتباه إلى الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق منذ سنوات، والذي تصاعدت حدته بشكل غير مسبوق خلال الشهور الماضية.

ويدرج هذه الحادثة بعد سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية على محاولات مماثلة. ففي يونيو الماضي، استولت البحرية الإسرائيلية على سفينة “مادلين” في المياه الدولية، واعتقلت 12 ناشطًا دوليًا، كما سبق أن تعرّضت سفينة “الضمير” في مايو لهجوم بطائرة مسيّرة إسرائيلية أدى إلى اندلاع حريق فيها، أثناء محاولتها أيضًا كسر الحصار عن غزة.

الممارسات الإسرائيلية المتكررة تجاه سفن الإغاثة والمتضامنين الدوليين تُظهر تصميمًا واضحًا على منع أي جهد مدني أو إنساني يسعى إلى إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة. ومع دخول الحرب شهرها العاشر، يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف غير إنسانية، حيث يتعرضون لحرب شاملة شملت القتل والتدمير والتجويع، في ظل تجاهل تام للنداءات الدولية وأحكام محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف الإبادة.

الحصار الشامل المفروض منذ 2 مارس، أدى إلى تفشي المجاعة وسوء التغذية، خصوصًا بين الأطفال والمرضى، في حين تشير الإحصاءات إلى أكثر من 204 آلاف بين قتيل وجريح، وآلاف المفقودين، ومئات الآلاف من النازحين الذين يعانون الجوع والبرد والمرض.

سفينة “حنظلة” لم تكن مجرد قارب إغاثي، بل كانت رمزًا جديدًا لمقاومة الحصار المفروض على غزة، ورسالة إنسانية واضحة بأن هناك من لا يزال يؤمن بحق الفلسطينيين في الحياة والكرامة. لكنّ الاحتلال الإسرائيلي يصرّ على خنق كل صوت ينادي بالحرية، ويواصل اعتداءاته على كل مبادرة تهدف إلى كسر الحصار عن غزة.

للأسف، رغم كل هذه المعاناة والجوع الذي يضرب سكان قطاع غزة، ما زالت الدول الإسلامية والعربية صامتة دون أي تحرك، وما زال الحكّام الذين يتحكمون في مصير الشعوب العربية، يحكمون شعوبهم بالحديد والنار.

وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام: “كيفما تكونوا يُولَّى عليكم”. فالشعب المصري، الذي كان يومًا من أعظم الشعوب، ووردت في فضله أحاديث كثيرة، وكان رمزًا للشجاعة والقوة والبطولة… أصبح اليوم، للأسف، رمزًا للعهر والرذيلة. مصر تحوّلت إلى دولة خائنة، فاشلة، وشعبها بات في نظر كثيرين بلا قيمة، وشبابها اليوم - إلا من رحم ربي - لا يملكون لا أخلاقًا ولا رجولة.

حين ترى فيديوهات الشباب المصري على مواقع التواصل، تراهم لا همّ لهم سوى اللهو، مشاهدة المباريات، ومصاحبة الفتيات. لا شيء آخر! كيف ينام الشعب المصري وجاره أهل غزة جياع؟! إلى أين وصل الحال؟ لا نسمع صوتًا من الدول العربية، وحالهم جميعًا ليس أفضل من حال مصر.

خذ مثلًا: مملكة المغرب، التي يحكمها محمد السادس، الذي يدّعي الانتساب إلى آل البيت. لو كان من آل البيت فعلًا، لما كانت غزة اليوم في هذا الوضع. لكننا نعلم جميعًا أنه شيعي، ونعرف أن الشيعة لم يكونوا يومًا في صف الإسلام، بل كانوا دائمًا في مواجهة المسلمين. وكذلك ملك الأردن، الذي يدّعي بدوره الانتساب إلى آل البيت!

قارن بين الرؤساء العرب اليوم، ستجد أنهم – للأسف – ليسوا سوى خونة. خونة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

نسأل الله تعالى أن يحفظ أهل غزة، وينصرهم، وأن يهدي شعوبنا وشبابنا، ويرحم هذه الأمة، ويعيد لها مجدها المفقود.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-