الدفاع المدني يوقف انتشار النيران في بؤر حرجة بريف اللاذقية

أعلنت فرق الدفاع المدني السوري مساء الثلاثاء 8 تموز أنها تمكنت من السيطرة على انتشار النيران في عدد من البؤر الحرجة في محيط قرية الغسانية (الفلك) بريف اللاذقية الشمالي، وذلك بعد ساعات طويلة من جهود الإخماد المكثفة في ظل ظروف بالغة الصعوبة، ناجمة عن تضاريس جبلية معقدة، وسرعة رياح عالية، وانفجارات ناتجة عن مخلفات الحرب المنتشرة في المنطقة.

وذكرت مصادر في الدفاع المدني أن وحدات الإطفاء نجحت في احتواء امتداد الحرائق في أكثر النقاط خطورة، ما ساهم في حماية مساحات واسعة من الغطاء النباتي والغابات الطبيعية، ومنع وصول النيران إلى مناطق سكنية قريبة من الغسانية. وأضافت المصادر أن العمل لا يزال مستمرًا في بؤر أخرى من المنطقة، حيث تتوزع فرق الإطفاء على أكثر من محور لتنفيذ خطط استجابة عاجلة تهدف إلى السيطرة الكاملة على الحرائق خلال الساعات المقبلة.

وتواجه الفرق الميدانية تحديات كبيرة في عمليات الإخماد، من أبرزها التضاريس الجبلية الحادة، وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق المشتعلة، فضلًا عن الانفجارات المتكررة التي تنجم عن ألغام ومخلفات حربية تعرقل حركة الإطفاء وتهدد سلامة العاملين. وقد تم تسجيل عدد من الإصابات الطفيفة بين صفوف المتطوعين وعناصر الفرق المساندة نتيجة الدخان الكثيف والانفجارات.

وفي سياق الجهود التنسيقية، أوضحت غرفة العمليات المشتركة للاستجابة أن فرق الطوارئ تعمل وفق خطة ميدانية موزّعة على قطاعات محددة، يجري فيها التنسيق بين وحدات الدفاع المدني، والإطفاء، والأمن، والجهات الطبية، عبر نظام اتصالات ميداني مرن يتيح تبادل المعلومات بشكل لحظي، واتخاذ قرارات عاجلة لمنع تفاقم الوضع في مناطق الاشتعال.

وأكدت الغرفة أن الأولوية في الوقت الحالي هي حماية السكان والمنازل والبنى التحتية الحيوية، إلى جانب الحفاظ على ما تبقى من الغابات والموارد البيئية التي تعرضت لأضرار جسيمة خلال موجة الحرائق الأخيرة. وتأتي هذه الجهود في إطار خطة استجابة وطنية أطلقتها السلطات المحلية في محافظة اللاذقية، بالتعاون مع الدفاع المدني والوزارات المعنية، لمواجهة موسم حرائق الغابات المتكرّر سنويًا نتيجة عوامل طبيعية وبشرية.

وتُعد قرية الغسانية من المناطق التي تعرضت مرارًا لحرائق حراجية خلال الأعوام الماضية، نظرًا لقربها من الغابات الكثيفة، وعدم وجود طرق نفوذ كافية تسهّل وصول آليات الإطفاء. وقد دعت السلطات سكان المنطقة إلى توخي الحذر وعدم الاقتراب من مواقع الحريق، وإبلاغ الجهات المختصة فور رصد أي بؤر جديدة.

في ظل موجة حر شديدة تضرب المنطقة الساحلية، ترافقها رياح غربية جافة تؤدي إلى ازدياد خطر الاشتعال، مما دفع الجهات المعنية إلى رفع الجاهزية في عموم ريف اللاذقية، وتكثيف نقاط المراقبة، وتفعيل البلاغات المبكرة لرصد أي دخان أو تصاعد حراري.

وتؤكد الجهات الرسمية في المحافظة أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد أسباب الحريق، في ظل وجود احتمالات تشير إلى عوامل بشرية أو إهمال، خاصة في ظل تكرار الحوادث في مواقع متقاربة. وفي الوقت نفسه، تتجه الأنظار إلى أهمية رفع مستوى الوعي المجتمعي، وتحسين البنية التحتية لخطوط النار والطرق الزراعية، كجزء من خطة بعيدة المدى للتقليل من حجم الخسائر.

وتُعد هذه الجهود جزءًا من عمل متواصل للدفاع المدني السوري، الذي يواصل مواجهة الكوارث الطبيعية والطارئة في مختلف المناطق، رغم الإمكانيات المحدودة والتحديات المتعددة، وسط إشادة مجتمعية بالدور الكبير الذي تؤديه هذه الفرق في حماية الأرواح والطبيعة على حد سواء.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-