أكد مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء في سوريا خالد أبو دي، أن محافظة السويداء خرجت عن الخدمة نتيجة اشتباكات مسلّحة تسببت بتعطيل خطوط التغذية الرئيسية، وأسفرت عن استشهاد ثلاثة موظفين من كوادر المؤسسة، بينهم من تمت تصفيته ميدانيًا من قبل مجموعات خارجة عن القانون.
وأوضح أبو دي أن المحافظة تعتمد في تغذيتها على خط توتر عالي 230 ك.ف. قادم من درعا عبر خط “غزال – الكوم”، والذي يمر في منطقة كناكر التي شهدت اشتباكات عنيفة خلال الأيام الماضية، مما أدى إلى انقطاع التيار بالكامل. وأشار إلى أن الفرق الفنية حاولت إصلاح العطل، إلا أن خطورة الأوضاع الأمنية منعت دخول الورشات إلى المنطقة. وبيّن أن حلاً إسعافيًا تم اعتماده باستخدام خط 66 ك.ف. المعروف بـ”المسافر - الكوم”، لكنه انقطع مجددًا نتيجة الاشتباكات، وفشلت الفرق مجددًا في الوصول بسبب الطرقات المغلقة.
وحفاظًا على أرواح الفنيين، منعت وزارتي الدفاع والداخلية التوجه إلى الموقع، غير أن بعض الموظفين أصروا على المحاولة، ما أدى إلى استشهاد أحدهم، بينما قُتل موظف آخر في محطة السميع على يد مسلحين. فيما أفاد مركز التنسيق بأن أحد المهاجمين أجاب على اتصال ورد إلى المحطة بأنه “تمت تصفية الموظف”، في مشهد مأساوي وصفته المؤسسة بالجريمة الوحشية.
وأكّد أبو دي أن خسائر المؤسسة لا تقتصر على الأرواح، بل طالت أيضًا المنشآت والمعدات، حيث تعرّضت بعض الممتلكات للنهب والتخريب على يد مجموعات مسلّحة. كما أشار إلى قصف إسرائيلي طال مؤخرًا خط “الشيخ مسكين الكسوة” الذي يغذي السويداء ودرعا، مما تسبب بخروج محطتي العلاق عن الخدمة بالكامل. وقد تمكنت الفرق من إصلاح الأعطال واستبدال أحد الأبراج. ولم تسلم شركة الكهرباء في السويداء من الاستهداف الإسرائيلي، إذ أُصيب محيطها بغارات أدت إلى تدمير محتويات مكتبية وسيارات خاصة بالشركة، وأعاقت دوام الموظفين.
من جهته، نفى مدير الاتصال الحكومي في وزارة الطاقة، أحمد السليمان، المزاعم المتداولة عن “قطع متعمّد” للكهرباء أو المياه عن محافظة السويداء، مؤكداً أن الانقطاعات ناتجة عن اعتداءات إسرائيلية مباشرة، وأعمال تخريب تنفذها مجموعات خارجة عن القانون، بالإضافة إلى الوضع الأمني الحرج.
وأشار إلى أن الوزارة بدأت فعليًا بتجهيز فرق فنية لدخول المناطق المتضررة فور توفر الحد الأدنى من الاستقرار، مؤكداً الجاهزية التامة لمباشرة عمليات الصيانة. كما أشار مراسل الإخبارية إلى أن انقطاع التيار الكهربائي تسبب أيضًا بتوقف ضخ المياه من الآبار، مما فاقم من معاناة السكان بشكل كبير.