ستيف ويتكوف: الأوضاع في سوريا تتحسن وفي طريقها إلى الأفضل

أعرب المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن تفاؤله المتزايد بشأن مستقبل الأوضاع في سوريا، مشيرًا إلى أن البلاد بدأت تدخل مسار التسوية، بعد مرحلة من الأزمات والتوترات السياسية والأمنية في سوريا.

وفي مقابلة أجراها مع شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، وبُثت اليوم، قال ويتكوف: “كان هناك توتر في سوريا مؤخراً، لكن الأمور تتجه فعليًا نحو التسوية”. وأضاف أن الإدارة الأمريكية تضع نصب عينيها تحقيق سلام طويل الأمد في منطقة الشرق الأوسط ومن بينها سوريا، معربًا عن أمله في أن يتم ذلك قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحالية.

وتأتي هذه التصريحات في سياق متغيرات إقليمية ودولية متسارعة، حيث يشهد الملف السوري عودة ملحوظة إلى طاولات الدبلوماسية الغربية، وهو ما يعكسه اللقاء الثلاثي الذي عُقد قبل أيام في العاصمة الفرنسية باريس، وجمع بين وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني، ونظيره الفرنسي جان نويل بارو، إضافة إلى المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك.

وأصدرت وزارة الخارجية والمغتربين بيانًا مشتركًا عقب اللقاء، أكدت فيه الأطراف الثلاثة سوريا، فرنسا، والولايات المتحدة  عزمها على مواصلة التنسيق والتعاون لضمان وحدة سوريا واستقرارها، والحفاظ على سيادتها على كامل أراضيها. كما شدد البيان على أهمية دعم قدرات الدولة السورية ومؤسساتها في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية الراهنة.

ويُنظر إلى هذه التصريحات واللقاءات كإشارات واضحة إلى تغير في الموقف الأمريكي والغربي حيال سوريا، والانتقال من سياسة العزل إلى نهج أكثر انفتاحًا، يركّز على إيجاد حلول سياسية تُبقي على مؤسسات الدولة وتمنع الانهيار الشامل، خصوصًا في ظل تزايد التهديدات العابرة للحدود، وفي مقدمتها ملف الإرهاب والهجرة غير شرعية.

في ذات السياق، يرى مراقبون أن الانخراط الأمريكي المتجدد في الملف السوري يعكس إدراك واشنطن لحقيقة أن أي استقرار إقليمي دائم لا يمكن تحقيقه دون تسوية شاملة للأزمة السورية، والتي تشمل جميع الأطراف، وتضمن دورًا فاعلًا للدولة السورية والحكومة السورية في المستقبل السياسي للمنطقة.

ويضاف هذا التوجه في وقتٍ تتكثف فيه الاتصالات الدولية والإقليمية لإعادة دفع العملية السياسية وفق صيغة تفاهمات جديدة، ترتكز على احترام وحدة الأراضي السورية، وتعزيز الحلول السياسية بعيدًا عن التدخلات العسكرية المباشرة والغير مباشرة أو فرض الوقائع بالقوة.

يبقى أن نرى مدى جدية هذا التحول الأمريكي في المنطقة، وما إذا كان سيُترجم على أرض الواقع بجدية وبخطوات ملموسة تسهم في تخفيف معاناة الشعب السوريين، وفتح الطريق أمام مرحلة جديدة عنوانها: السيادة، الشراكة، والتسوية هما الشعار في هذه المرحلة الجديدة.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-