انطلقت اليوم في مدينة بون الألمانية أعمال منتدى بون الدولي للإعلام، أحد أبرز الفعاليات الإعلامية العالمية التي تجمع صحفيين وخبراء ومسؤولين حكوميين ومؤسسات إعلامية من مختلف دول العالم. ويشهد المنتدى هذا العام مشاركة لافتة من سوريا، حيث يحضر وزير الإعلام السوري الدكتور حمزة المصطفى ممثلاً رسميًا عن بلاده في هذا المحفل الدولي.
وتأتي مشاركة الوزير المصطفى في إطار انفتاح إعلامي مدروس يعكس تطلعات سوريا لتعزيز الحوار مع المؤسسات الإعلامية الدولية، وتبادل الخبرات المهنية، والتعريف بالتحولات السياسية والاجتماعية التي تشهدها البلاد في المرحلة الراهنة.
ويشارك الدكتور المصطفى في جلسة حوارية ضمن فعاليات المنتدى، يتناول خلالها تطورات الوضع في سوريا، والتحديات التي تواجه الإعلام الوطني، خصوصًا في ظل تعقيدات المشهد السياسي، والتغيرات التي فرضتها السنوات الأخيرة، والمرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد. وتسلط الجلسة الضوء على قدرة الإعلام السوري على مواكبة هذه التحديات، والتحول من إعلام الأزمة إلى إعلام البناء، في ظل الحاجة الملحة إلى خطاب مهني يعكس الواقع الداخلي وينفتح على الرأي العام الدولي.
وعلى هامش أعمال المنتدى، يعقد الوزير المصطفى سلسلة من اللقاءات الجانبية، أبرزها اجتماع مع مدير منتدى بون الدولي للإعلام، حيث تمت مناقشة آفاق التعاون المشترك وتنظيم برامج تدريبية وتبادل معرفي بين المؤسسات السورية ونظيراتها الأوروبية. كما التقى الوزير مع إدارة مؤسسة DW الألمانية، حيث تركز الحديث على أهمية فتح قنوات مهنية للحوار الإعلامي، وتعزيز المبادرات المشتركة لتطوير قدرات الإعلاميين السوريين، بما ينسجم مع المعايير الدولية للعمل الصحفي المهني.
وفي إطار تعزيز التواصل مع أبناء الجالية السورية في الخارج، من المقرر أن يلتقي الوزير المصطفى في جلسة حوارية مفتوحة مع مجموعة من أبناء الجالية السورية في ألمانيا، لمناقشة دور الإعلام السوري في المرحلة المقبلة، وسبل تفعيل مشاركة الكفاءات السورية في إعادة بناء المشهد الإعلامي الوطني، بما يعزز من سردية الدولة السورية ويقدّم صوت الداخل إلى العالم.
وتأتي هذه المشاركة ضمن استراتيجية وزارة الإعلام السورية لإعادة تموضع سوريا في الفضاء الإعلامي العالمي، بعد سنوات من العزلة، عبر الانفتاح على المنتديات والمؤتمرات الدولية، وتقديم روايتها أمام جمهور واسع من الإعلاميين وصنّاع السياسات الإعلامية في العالم.