شهدت مدينة لاهاي الهولندية اليوم وقفة احتجاجية نظّمها أبناء الجالية السورية، رفضاً للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي طالت الأراضي السورية، ولا سيما القصف الأخير الذي استهدف العاصمة #دمشق، وكذلك تنديداً بكل أشكال التدخل الخارجي في الشؤون السورية.
الوقفة التي نُظمت أمام مبنى السفارة الإسرائيلية، حملت رسائل سياسية واضحة، مفادها أن السوريين في الخارج، شأنهم شأن الداخل، يقفون موقفاً موحداً في الدفاع عن سيادة وطنهم، ورفضهم التام لأي محاولة لزعزعة أمن سوريا واستقرارها تحت أي ذريعة كانت.
المشاركون رفعوا الأعلام السورية واللافتات التي حملت شعارات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي وتدخله السافر في شؤون الدول العربية، معبرين عن دعمهم الكامل للحكومة السورية وللجيش العربي السوري، الذي يخوض معركة الدفاع عن السيادة الوطنية منذ أكثر من عقد.
الهتافات التي ردّدها المحتجون عكست الموقف الشعبي الصلب للجالية السورية، حيث أكدوا أن الاعتداءات الأخيرة لن تُضعف إرادة السوريين، بل ستزيدهم إصراراً على رفض التطبيع والوصاية الخارجية، كما أبدوا تمسكهم بوحدة سوريا أرضاً وشعباً، تحت قيادة واحدة ومؤسسات شرعية.
محمود الناصر، أحد منظمي الوقفة، صرّح لمراسل وكالة الأنباء بأن الرسالة التي أرادوا إيصالها للعالم من أمام سفارة الاحتلال، هي أن “لا مكان لأي تدخل أجنبي في سوريا، وأن أبناء الوطن الموزعين في أنحاء الأرض سيبقون أوفياء لقضيتهم الوطنية”.
وأضاف الناصر: “نقول من هنا بوضوح، لا للتدخلات الخارجية في سوريا، ونعم لسوريا واحدة موحدة لكل أبنائها. نترحّم على شهداء الجيش والأمن الذين سقطوا وهم يحمون تراب هذا الوطن، ونعزي أهالي المدنيين الذين قضوا في القصف الأخير. هذا الدم لن يذهب هدراً”.
وقد شهدت الوقفة مشاركة فعالة من العائلات السورية، بما في ذلك الشباب والنساء، في مشهد عكس وحدة الجالية حول القضايا الوطنية. وعبّر المشاركون عن استيائهم من صمت المجتمع الدولي تجاه ما وصفوه بـ”العدوان المنهجي على سوريا”، مطالبين بوقف تلك الانتهاكات فوراً، ومحاسبة مرتكبيها.
الوقفة تأتي في سياق تحركات شعبية متزايدة في عدد من العواصم الأوروبية والعربية، إذ بات واضحاً أن الاعتداءات على سوريا، خصوصاً التي تنفذها إسرائيل بشكل متكرر، لم تعد تمرّ بصمت، لا سيما في أوساط الجاليات السورية والعربية، التي باتت أكثر تنظيماً وفاعلية في التعبير عن مواقفها.
وتتعرض سوريا في الآونة الأخيرة لهجمات إسرائيلية متكررة، غالباً ما تستهدف مواقع في العاصمة ومحيطها، في وقت تؤكد فيه الحكومة السورية أن هذه الاعتداءات تنتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتشكل تهديداً مباشراً للاستقرار الإقليمي.
وفي ختام الوقفة، جدّد أبناء الجالية السورية في هولندا التزامهم بمواصلة الدفاع عن بلدهم بكل الوسائل السلمية، مؤكدين أن سوريا ستبقى صامدة رغم كل المؤامرات، وستظل موحدة بإرادة شعبها، الذي يرفض الوصاية والانقسام والتدخل الأجنبي، أياً كان مصدره أو شكله.