‏أهالي جبل السماق يعلنون تضامنهم مع مهجّري السويداء ويدعمون وحدة سوريا

بعد احداث السويداء وانتهاكات عصابات ميليشيا الهجري بحق أبناء العشائر البدو، أعرب سكان منطقة جبل السماق في ريف إدلب عن تضامنهم العميق مع العائلات المهجرة من محافظة السويداء، مؤكدين وقوفهم الكامل إلى جانب وحدة الأراضي السورية، ورفضهم التام لمشاريع التقسيم والتهجير التي تستهدف الاستقرار الوطني.
هذا الموقف الشعبي جاء بعد أيام من تصاعد التوترات الأمنية والأحداث المؤلمة التي شهدتها السويداء، وأدت إلى تهجير مئات العائلات من أبناء البدو.

وجاءت مواقف أهالي جبل السماق خلال تصريحات مباشرة لهم، حيث عبّر مختار قرية “قلب لوزة”، أحمد ديب، عن قلقه من تكرار مشهد التهجير الذي وصفه بأنه يُذكّر بممارسات العصابات الإجرامية في مراحل سابقة، قائلاً إن أهالي المنطقة يعلنون بوضوح وقوفهم إلى جانب الدولة السورية في مواجهة كل محاولات العبث بوحدة البلاد.

بدوره، أشار المواطن محمود ديب إلى أن دعمهم للرئيس السوري أحمد الشرع ينبع من قناعة تامة بوحدة الصف الوطني، مشددًا على أن أبناء جبل السماق لن يقبلوا بأي شكل من أشكال الإقصاء أو التهجير القسري، داعيًا إلى محاسبة كل من يحاول تهديد وحدة سوريا واستقرارها.

وفي السياق ذاته، عبّر أديب النمر عن استيائه من مشاهد التهجير القسري التي طالت أبناء البدو، مؤكداً أن سكان جبل السماق الذين سبق أن عانوا من التهجير والقصف، يدركون جيداً حجم الألم الذي تمر به تلك العائلات، ويؤكدون استعدادهم لفتح بيوتهم ومساعدتهم بكل ما يملكون.

كما اعتبر المواطن عصام إبراهيم أن ما جرى في السويداء أعاد إلى الأذهان المآسي التي مرت بها مدن سورية عدة في السنوات الماضية، مثل حلب ودرعا وحمص وغوطة دمشق، مشيرًا إلى أن تلك الذكريات المؤلمة يجب أن تكون دافعاً لرفض كل أشكال التهجير، والعمل على إنهاء معاناة المدنيين وتحقيق عودتهم الآمنة إلى ديارهم.

وكانت محافظة درعا قد استقبلت يوم أمس نحو 200 عائلة من المهجرين البدو، الذين تم إجلاؤهم من السويداء بعد احتجازهم لعدة أيام، حيث نُقلوا على متن 13 حافلة، وجرى توزيعهم على مراكز الإيواء في المدينة ضمن جهود إغاثية طارئة.

وفي إطار تأمين هذه العملية، نشرت وزارة الداخلية صوراً توثق لحظات خروج العائلات من السويداء، وأكدت أن عملية الإجلاء جرت وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار واسع لقوات الأمن الداخلي، التي عملت على تأمين الطريق وضمان سلامة الجميع.

ومنذ بداية التوترات في السويداء، شهدت المحافظة مواجهات عنيفة بين فصائل محلية مسلّحة وعناصر من عشائر البدو، وسط حالة من الفوضى والانفلات الأمني.

وقد تم تسجيل أعمال عنف واعتداءات ممنهجة، شملت قتل وخطف وحرق للمنازل، ما دفع مئات العائلات إلى مغادرة المنطقة هرباً من التصعيد الدموي. ورغم محاولات التهدئة، لا تزال المخاوف قائمة من تجدّد الاشتباكات، في وقت تؤكد فيه الدولة أنها ماضية في إعادة الأمن والاستقرار وفرض سلطة القانون على كامل الأراضي السورية.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-