في تحول وصفه مراقبون بالتاريخي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده دخلت مرحلة جديدة عنوانها “تركيا القوية الخالية من الإرهاب”، مؤكداً أن فجر المستقبل قد بزغ بعد نحو نصف قرن من المواجهة مع تنظيم “بي كي كي” المسلح.
وخلال اجتماع استشاري لحزب العدالة والتنمية في أنقرة، قال أردوغان إن يوم أمس شكل نقطة تحول كبرى، بعدما دخلت آفة الإرهاب التي أنهكت تركيا لـ47 عاماً في طور النهاية، مشيراً إلى أن لجنة برلمانية خاصة ستُشكّل قريباً لمناقشة الإطار القانوني لنزع سلاح “بي كي كي” ومشتقاته، وسط متابعة دقيقة لعملية التسليم وضمان عدم المساس بمشاعر المجتمع التركي.
أردوغان تحدث بلغة ملؤها الثقة، مؤكدًا أن الأتراك والأكراد والعرب، جميعهم انتصروا في هذه المعركة، لأنهم ثبتوا على درب الأخوة والتضامن، وهو ما مكّن تركيا من الوقوف اليوم شامخة، أكثر قوة، وأكثر إيمانًا بمستقبلها.
الرئيس التركي أوضح أن مشروع “تركيا خالية من الإرهاب” لم يكن نتيجة مفاوضات أو مساومات، بل ثمرة تضحيات ضخمة قدّمها الأمنيون والجنود، وجهد متواصل استند إلى استراتيجية شاملة تنوعت بين القوة العسكرية، والعمل الدبلوماسي، والإصلاح الداخلي، والتنمية الاقتصادية، بالإضافة إلى تطوير الصناعات الدفاعية للحد من التبعية الخارجية في مكافحة التهديدات.
وبينما استعرض حجم الخسائر التي تكبدتها البلاد منذ أول هجوم إرهابي عام 1984، والتي تجاوزت 60 ألف قتيل، وتريليوني دولار من الخسائر الاقتصادية، شدد أردوغان على أن هذه المرحلة السوداء ستُطوى بشكل نهائي، مؤكدًا أن بلاده لن تسمح مجددًا بعودة العنف أو المساس بوحدة البلاد وأمنها الداخلي.
وأشار الرئيس التركي إلى أن جهودًا تُبذل بشكل متزامن مع حكومات دول الجوار، لا سيما العراق وسوريا، لمعالجة امتدادات الإرهاب في الخارج، بما في ذلك التواصل المباشر مع الحكومة السورية وشركاء دوليين، بهدف دعم مسار إقليمي شامل ينهي التهديدات ويُعزز الأمن الجماعي.
أردوغان أكد أن “بي كي كي” لم يعد له مستقبل في الداخل التركي ولا في الساحة الإقليمية، في ضوء ما وصفه بانهيار قدراته العملياتية بفضل العمليات العابرة للحدود، والسيطرة المحكمة على المنافذ، وضرب شبكات الدعم والتمويل داخل وخارج البلاد.
وختم بالقول إن الجمهورية التركية ستسير من الآن فصاعدًا نحو أهدافها الكبرى، مستفيدة من استقرار أمني وسياسي سيتحول إلى محرك قوي للتنمية والتقدم، معتبرًا أن الانتصار الحقيقي هو بتحويل هذه اللحظة التاريخية إلى عهد جديد من التماسك الوطني والنمو الشامل.