توالت الإدانات الإقليمية والدولية للغارات الجوية التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا على مواقع متفرقة في سوريا، مستهدفة منشآت حكومية ومدنية في محافظات دمشق والسويداء ودرعا، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء المدنيين ووقوع إصابات بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى أضرار مادية جسيمة طالت البنية التحتية ومقار حكومية حساسة.
الاتحاد الأوروبي عبّر عن “قلقه العميق” حيال الوضع في محافظة السويداء، مشيرًا في بيان رسمي إلى خطورة الاشتباكات المستمرة، وما خلّفته من خسائر بشرية بين المدنيين. ودعا الاتحاد إلى التنفيذ الفوري لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرًا، مؤكدًا على ضرورة حماية السكان دون تمييز، ووقف التحريض الطائفي وخطاب الكراهية، ومطالبًا الدولة السورية بتحمل مسؤولياتها في تهدئة الأوضاع ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات.
من جهته، أدان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، الغارات الإسرائيلية المتكررة، واصفًا إياها بالتصعيد الخطير. وأكد بيدرسون أنه فعّل كل قنوات الاتصال المتاحة مع الأطراف الدولية والإقليمية المعنية لمعالجة الوضع المتدهور، محذرًا من أي إجراءات أحادية الجانب من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم النزاع. كما شدد على التزام الأمم المتحدة بالعمل مع جميع الأطراف لاحتواء الأزمة وحماية المدنيين.
في السياق ذاته، أصدرت وزارة الخارجية الكويتية بيانًا عبر منصة “إكس” أعربت فيه عن استنكارها الشديد للهجمات التي طالت مواقع مدنية وحكومية في دمشق والسويداء، معتبرة أن هذه الاعتداءات تُنذر بتصعيد خطير من شأنه إقحام المنطقة في مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار. وطالبت الكويت مجلس الأمن والمجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لردع هذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها، مشددة على ضرورة احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، ومجددة دعمها الكامل للدولة السورية في كل ما تتخذه من خطوات لحماية أمنها.
من جانبه، قال النائب الأمريكي جو ويلسون إن الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية “غير ضرورية” ويجب أن تتوقف فورًا، معتبرًا أنها تصب في مصلحة النظام الإيراني والحزب الشيوعي الصيني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف ويلسون، في تغريدة عبر منصة “إكس”، أن هذه العمليات “انتحارية من ناحية الأمن الإسرائيلي”، مشيدًا بجهود الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب في العمل على تهدئة الأوضاع في سوريا.
الجزائر انضمت إلى موجة الإدانة، حيث أعربت وزارة خارجيتها عن “استنكارها الشديد للعدوان الإسرائيلي السافر”، مشيرة إلى أنه يمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة سوريا وحرمة أراضيها ووحدة شعبها. وأكدت الجزائر في بيان رسمي تضامنها الكامل مع سوريا وحقها المشروع في الدفاع عن أمنها واستقرارها، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.
وتأتي هذه المواقف في وقت شنّت فيه طائرات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات على العاصمة دمشق، من بينها استهداف محيط القصر الرئاسي ومقار سيادية حساسة كوزارة الدفاع وهيئة الأركان، إلى جانب منشآت مدنية وطبية في محافظة السويداء، منها مشفى السويداء الوطني، الذي أُعلن لاحقًا عن العثور داخله على جثامين عدد من المدنيين وعناصر الأمن بعد انسحاب المجموعات الخارجة عن القانون منه.
التحركات السياسية والإعلامية في أعقاب هذا التصعيد تشير إلى تحذيرات جدية من انزلاق الأوضاع في الجنوب السوري نحو مواجهات أوسع، وسط دعوات متزايدة من منظمات دولية وعواصم عربية بضرورة التهدئة وتغليب الحلول السياسية، وضمان سلامة المدنيين، واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.