U3F1ZWV6ZTUxNTY3MzM1NTgxMjczX0ZyZWUzMjUzMzEzNDM1NjY4Ng==

مشتى الحلو.. لؤلؤة السياحة السورية تعود إلى الواجهة في 2025


تتربع بلدة مشتى الحلو في ريف طرطوس على عرش المصايف السورية بفضل موقعها الجغرافي الفريد، وطبيعتها الساحرة، وموروثها الثقافي العريق. هذه البلدة التي ترتفع نحو 600 متر عن سطح البحر وتحيط بها المرتفعات الخضراء والجبال البركانية، باتت اليوم واحدة من أبرز الوجهات السياحية التي يقصدها الزوار من مختلف المناطق السورية ومن الخارج.

طبيعة خلابة ومواقع أثرية

مشتى الحلو لا تتميز فقط باعتدال مناخها، بل تحتضن أيضًا مواقع طبيعية وأثرية بارزة. فهي قريبة من مجموعة من القلاع التاريخية مثل حصن سليمان، قلعة الحصن، قلعة مصياف، وبرج صافيتا، ما يمنح الزائر فرصة للتنقل بين الطبيعة والآثار في وقت واحد. كما تشتهر البلدة بينابيعها العذبة المنتشرة في كل مكان، والتي جعلت منها مقصدًا للسياحة الصيفية والشتوية على حد سواء.

فعاليات ثقافية وتراثية

البلدة ليست مجرد مصيف طبيعي، بل هي أيضًا مساحة ثقافية بامتياز. يقام فيها سنويًا مهرجان الدلبة الثقافي الذي يجمع بين الفعاليات الفنية والمعارض التراثية والبازارات، فضلًا عن حفلات موسيقية تحييها فرق محلية. ويُعدّ عيد الحريرة الذي يتضمن أكلات تقليدية من أبرز مظاهر الهوية التراثية للمنطقة. كما تشتهر البلدة أيضًا باحتضانها عيد السيدة الذي يقام في منتصف آب من كل عام، حيث يتوافد الزوار من مختلف المحافظات للمشاركة في أجوائه.

جبل السيدة وكنيسته الأثرية

أحد أبرز معالم مشتى الحلو هو جبل السيدة، وهو جبل ذو طبيعة بركانية يعود زمن تشكله إلى ملايين السنين. في أعلاه تتموضع كنيسة تاريخية صغيرة تعد من أهم المقاصد السياحية والدينية في المنطقة، ويشهد هذا الموقع ازدحامًا ملحوظًا خلال الأعياد والمناسبات الخاصة.

شجرة الدلبة.. رمز البلدة

لا يمكن الحديث عن مشتى الحلو دون ذكر شجرة الدلبة المعمرة التي يتجاوز عمرها 500 عام، والتي أصبحت رمزًا خالدًا للبلدة. ارتبط اسمها بالعديد من الأماكن المحلية مثل “ساحة الدلبة” و”مقهى الدلبة” و”نبع الدلبة”، لتصبح علامة فارقة في ذاكرة الأهالي والزوار.
أصل التسمية
يعود اسم البلدة إلى اللغة السريانية، حيث تعني كلمة “أوشتي” الأرض الكثيرة الينابيع، فيما تعني كلمة “مشتو” النبع العذب، وهو وصف دقيق لطبيعة البلدة الغنية بالمياه والينابيع العذبة التي أكسبتها شهرة واسعة على مر العصور.

السياحة بعد الثورة السورية

لسنوات طويلة عانى القطاع السياحي في سوريا من التراجع نتيجة الإهمال والتخريب الممنهج الذي طال العديد من المرافق والمواقع. غير أن المرحلة الجديدة بعد انتصار الثورة السورية وسقوط النظام ااسد المخلوع السابق في كانون الأول الماضي، وضعت ملف السياحة ضمن أولويات الحكومة. فقد بدأت وزارة السياحة بالتنسيق مع السلطات المحلية والمجتمع الأهلي والمغتربين السوريين بإعادة تأهيل المصايف والمواقع السياحية وتشجيع الاستثمارات الجديدة، بما يساهم في إعادة سوريا إلى مكانتها كوجهة سياحية رائدة في المنطقة والعالم.

مشتى الحلو.. وجهة واعدة

اليوم، تقف مشتى الحلو كرمز لإحياء السياحة السورية، بما تحمله من مقومات طبيعية وحضارية. فهي ليست فقط وجهة للهروب من صخب المدن، بل أيضًا محطة للتعرف على تاريخ سوريا وتراثها العريق. ومع الجهود الحكومية والأهلية المبذولة لإعادة تأهيل البنية التحتية السياحية، من المتوقع أن تشهد البلدة إقبالًا متزايدًا في المواسم القادمة، لتعود كما كانت لؤلؤة السياحة السورية المتألقة.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة