شهدت العاصمة دمشق امس خطوة نوعية على طريق التطور والبناء المستقبلي لنهضة سوريا الجديد، مع توقيع مذكرات تفاهم استثمارية هامة تخص مشروع مطار دمشق الدولي الجديد كـ أكبر مشروع في سوريا، وذلك بحضور فخامة السيد الرئيس أحمد الشرع في قصر الشعب.
ويدرج هذا المشروع الضخم ضمن حزمة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية الوطنية ورفع القدرة الاستيعابية لمطار دمشق، بما يتناسب مع الطموحات التنموية لسوريا ويعكس ثقافة شعبها العريقة وحضارتها المتجددة.
ويشكل مطار دمشق الدولي الجديد محطة جوية حيوية تستقبل أكثر من 31 مليون مسافر سنويًا، ليكون نقطة وصل بين سوريا والعالم، ويستضيف كبرى شركات الطيران العالمية. وتنبثق أهمية المشروع من موقعه الاستراتيجي وكونه يعبر عن إرث ثقافي وتجاري يمتد لقرون، حيث يجمع بين التصاميم المعمارية الحديثة والتراث الدمشقي الأصيل.
بدأت الهيئة العامة للطيران المدني السورية، قبل انطلاق المشروع، بخطوات تطويرية مهمة تضمنت إعادة تأهيل مباني الركاب 1 و2، التي تتيح استقبال نحو 6 ملايين مسافر سنويًا، إلى جانب تحديث طريق المطار، في إطار خطة شاملة لتعزيز القطاع السياحي وتنشيط حركة المسافرين.
يمتد تنفيذ المشروع الجديد على ثلاث مراحل رئيسية، تبدأ الأولى بطاقة استيعابية تصل إلى 10 ملايين مسافر سنويًا، تليها المرحلتان الثانية والثالثة بطاقة 7.5 ملايين مسافر لكل منهما. وستضم منشآت المطار الحديثة مبنى ركاب متطورًا، وصالات شرف مخصصة للرئاسة والوزارات والطائرات الخاصة، إلى جانب مجموعة من المطاعم العالمية وأسواق حرة تضم أشهر العلامات التجارية.
ما يميز هذا المشروع هو الرؤية المعمارية الفريدة التي تمزج بين الابتكار العصري والحرفية السورية التاريخية، حيث استلهم تصميم المطار من السيف الدمشقي الأسطوري، المعروف بدقته وقوته وأناقة تصميمه. تعكس الخطوط الديناميكية والانسيابية في المبنى روح التراث مع لمسة معاصرة، ما يجعل من المطار تحفة معمارية تضفي رونقًا خاصًا على تجربة السفر.
ويُخطط لتزويد المطار بأحدث التقنيات العالمية في مجال الملاحة الجوية، بالإضافة إلى إنشاء مركز متطور للشحن الجوي، مع بنية تحتية ذكية ومرافق متكاملة تلبي متطلبات السلامة والكفاءة، وتواكب أحدث المعايير الدولية.
يعكس مشروع مطار دمشق الدولي الجديد توجهًا استراتيجيًا نحو إعادة إحياء الاقتصاد الوطني السوري بإمتياز عبر تنمية القطاعات الحيوية، خاصة النقل والسياحة، مما يعزز فرص الاستثمار ويضع سوريا على خارطة الطيران العالمية من جديد.
بهذا المشروع، تُبرهن سوريا والسوريين مجددًا على قدرتهم على تجاوز التحديات وبناء مستقبل مشرق يتناغم مع تاريخها العريق، ويخدم تطلعات أجيالها القادمة في سوريا الجديدة عاصمة الأمويين والعالم.