ما زال المعانات مستمرة في السويداء، في تحرك إنساني جديد ضمن سلسلة الجهود المبذولة لتأمين المدنيين المتضررين من الأحداث الجارية، خرجت مساء اليوم إحدى عشرة حافلة من محافظة السويداء، تقل على متنها 492 شخصًا، مرورًا بمدينة بصرى الشام، وذلك بإشراف مباشر من الهلال الأحمر العربي السوري، وفق ما أفاد به مصدر رسمي في وحدة إدارة الكوارث التابعة للهلال الأحمر في محافظة درعا.
المصدر أوضح أن هذه القافلة تأتي في إطار استمرار عمليات الإجلاء الآمن للمدنيين من المناطق المتوترة في السويداء، حيث جرى العمل على تأمين خروجهم وفق إجراءات إنسانية دقيقة، مع توفير الدعم والرعاية الأساسية لهم خلال الرحلة، إلى جانب التسهيلات اللوجستية والصحية اللازمة بالتعاون مع الجهات المعنية.
وفي تفصيل إضافي، أكد المصدر أن القافلة ضمت أيضًا ثلاث جثث، تم نقلها بإشراف فرق الهلال الأحمر، في إشارة إلى حجم المعاناة الإنسانية التي تشهدها المناطق المتأثرة. كما أشار إلى أن عمليات التأمين والإجلاء لن تتوقف، بل تتواصل بشكل منسق مع الجهات الحكومية والأطراف المحلية والدولية لضمان سلامة العابرين وتوفير الممرات الآمنة لهم.
وتشهد محافظة السويداء منذ فترة اضطرابات أمنية متقطعة، دفعت بالجهات الإنسانية والحكومية إلى رفع جاهزيتها لتقديم استجابات طارئة، تشمل المساعدات الطبية والغذائية، إضافة إلى تأمين النقل الآمن للعائلات الراغبة في الخروج من مناطق الاشتباك أو العودة إليها وفق الأوضاع الميدانية.
في السياق ذاته، تتواصل الجهود الحكومية بشكل يومي لتقييم الاحتياجات الإنسانية في المناطق المتضررة، والعمل بالتنسيق مع المنظمات الدولية لتأمين وصول المساعدات بأسرع وقت ممكن، بما يضمن دعم العائلات المتأثرة وتخفيف آثار الأزمة الراهنة في محافظة السويداء.
القوافل الإنسانية باتت تشكّل اليوم شريان حياة للمدنيين الذين يعيشون أوضاعًا صعبة، في وقت تُبذل فيه محاولات دؤوبة لتثبيت حالة من التهدئة وتسهيل العمل الإغاثي بعيدًا عن أي تهديد. ويأمل المتابعون أن تتوسع هذه المبادرات الإنسانية في الأيام المقبلة لتشمل مناطق إضافية وتخفف من معاناة الأسر المتضررة داخل السويداء وخارجها.