أعلنت السلطات التركية عن تفكيك شبكة تزوير واسعة النطاق كانت تنشط في تزوير الشهادات الدراسية والوثائق الرسمية باستخدام بيانات شخصية لثلاثة مواطنين سوريين، وذلك بعد عملية أمنية منسقة انطلقت من العاصمة أنقرة وامتدت لتشمل 23 ولاية تركية. وأسفرت هذه العملية عن توقيف عشرات المشتبه بهم، من بينهم المتهم الرئيسي محيي الدين. ي، البالغ من العمر 29 عاماً والمقيم في ولاية أضنة التركية.
ووفق ما أوردته التحقيقات، قام المتهم باستصدار خطوط هاتف مسجلة بأسماء سوريين، واستخدم بياناتهم لاقتحام أنظمة إلكترونية تابعة لست جامعات وعدد من مديريات التربية ومراكز التعليم الشعبي. كما استغل صور موظفين حكوميين لتوليد تواقيع إلكترونية مزيفة عبر منصات رسمية معترف بها، منها TÜRKTRUST وE-İMZATR، مما مكّنه من إنتاج شهادات تخرج وبطاقات هوية ورخص قيادة مزورة.
العملية الأمنية الأولى التي جرت في شهر كانون الثاني من هذا العام، أُجريت تحت إشراف مكتب المدعي العام في أنقرة وفرع مكافحة الجرائم الإلكترونية، وأسفرت عن توقيف 126 شخصاً، أُودع 17 منهم السجن بينما وُضع 109 تحت الرقابة القضائية. أما العملية الثانية، فقد نُفذت في أيار ضمن 16 ولاية، وتم خلالها توقيف 61 شخصاً وضبط عشرات الوثائق المزورة، بينها 57 شهادة جامعية، و108 رخص قيادة، و4 شهادات ثانوية عامة.
وتبيّن لاحقاً أن المتهم الرئيسي، الذي لا يحمل سوى شهادة تعليم إعدادي، قام بتزوير شهادة الثانوية لنفسه، ويملك سجلّاً جنائياً يضم ثماني سوابق في قضايا تتعلق بمواد ممنوعة. وقد أثارت هذه القضية جدلاً واسعاً في تركيا بين اللاجئين السوريين والأوساط الحكومية والإعلام، خاصة بعد تأكيد استخدام بيانات سوريين في تنفيذ هذه الأنشطة غير القانونية، ما سلط الضوء مجدداً على التحديات المتزايدة التي تواجه حماية البيانات الشخصية في البلاد.
ويذكر سبق وتم تسريب مئات الألاف من بيانات الاجئيين السوريين في تركيا وأعترفت به إدارة الهجرة التركية بالفضيحة وقالت البيانات قديمة حسب قولهم وفتحت السلطات تحقيقا موسعا حول القضية.