كشف المحامي العام في ريف دمشق، القاضي محمد عمر هاجر، عن العثور على مقبرة جماعية في منطقة البحيرة ببلدة العتيبة، تضم رفات ما يقارب 170 مدنياً من أبناء الغوطة الشرقية والمناطق المحيطة، قضوا أثناء محاولتهم الفرار من الحصار والجوع قبل أعوام.
وبحسب القاضي هاجر، فإن وحدات الأمن والشرطة باشرت تحرياتها بعد بلاغ ورد يفيد بوجود بقايا بشرية في المنطقة، ليتبين لاحقاً أن الضحايا وقعوا في كمين نصبه “النظام البائد”، تضمن تفجير ألغام أرضية وإطلاق نار مباشر، أعقبه دفن الجثث بشكل جماعي في خندق طويل بواسطة آليات ثقيلة، داخل منطقة وعرة مليئة بالقصب، ما ساهم في بقاء المقبرة طيّ الكتمان لسنوات طويلة.
وأوضح أن اكتشاف المقبرة جاء إثر عثور أحد الرعاة على بقايا جثة خلال تنظيف قناة مائية، الأمر الذي استدعى تحرك الجهات المختصة وفتح تحقيق شامل يشمل توثيق الأدلة الجنائية وسماع شهادات الناجين والشهود.
وأضاف أن النيابة العامة تعمل بالتنسيق مع الدفاع المدني والهيئة الوطنية للمفقودين على انتشال الرفات وإحالتها إلى هيئة الاستعراف، تمهيداً للتعرف على هوية الضحايا وتسليمهم إلى ذويهم لدفنهم وفق الأصول القانونية. كما أكد أن التحقيقات ستتواصل حتى تحديد هوية المتورطين ومحاسبتهم أمام القضاء.
ويعتبر هذا الاكتشاف واحداً من أبشع الشواهد على الجرائم التي ارتُكبت بحق المدنيين خلال سنوات الأزمة، ما يسلط الضوء مجدداً على ضرورة ترسيخ العدالة والمساءلة وحفظ كرامة الضحايا وإنصاف أسرهم.