شهدت فعاليات الدورة الثانية والستين لمعرض دمشق الدولي حضوراً لافتاً لوزارة الصحة، حيث قام الوزير الدكتور مصعب العلي بجولة موسعة شملت أجنحة وزارتي الصحة والنقل، إضافة إلى عدة أقسام من الجناح السوري. واطلع الوزير خلال جولته على آلية عمل بنك الدم المتنقل والخدمات الصحية المقدمة لزوار المعرض، مؤكداً أن الهدف الأساسي من المشاركة هو تعزيز مفهوم الصحة المجتمعية وتوسيع نطاق الوعي الطبي.
وأوضح العلي أن الوزارة خصصت سيارات إسعاف مجهزة بالكامل وبطواقم طبية على مدار الساعة لخدمة زوار المعرض، في خطوة تهدف إلى ضمان الاستجابة السريعة لأي حالة طارئة. كما عرض جناح الوزارة مجموعة من المنشورات التوعوية المدعومة برموز “باركود” تتيح للزوار الاطلاع بشكل رقمي على الحملات الصحية، والتسجيل للاستفادة من الخدمات الطبية المجانية التي تشمل فحوصات وعلاجات وحتى بعض التدخلات الجراحية لمن يحتاج إليها دون أي مقابل مادي.
وفي بادرة رمزية تحمل بعداً إنسانياً، أعلن وزير الصحة أنه بادر شخصياً بالتبرع بالدم في أول أيام المعرض، مشيراً إلى أن بنك الدم المتنقل يستقبل يومياً نحو 90 متبرعاً، ما يساهم في تعزيز مخزون الدم الوطني وتأمين الكميات اللازمة للحالات الحرجة والطارئة.
كما كشف العلي عن تعاون مباشر مع وزارة النقل، حيث قدمت وزارة الصحة 500 حقيبة إسعافية لتوزيعها على السيارات عبر جناح وزارة النقل. وأكد أن هذه المبادرة ستعمم بشكل أوسع لتكون الحقائب جزءاً أساسياً من تجهيزات المركبات في البلاد، الأمر الذي يعزز من إجراءات السلامة العامة ويعكس رؤية مشتركة بين الوزارات في خدمة المواطنين.
ويأتي هذا النشاط في إطار سعي وزارة الصحة لتوسيع حضورها المجتمعي وعدم الاكتفاء بتقديم الخدمات داخل المراكز والمشافي فقط، بل الوصول إلى المواطنين بشكل مباشر في المناسبات الوطنية الكبرى.
ويذكر أن القطاع الصحي في سوريا عانى لسنوات طويلة من تحديات كبيرة نتيجة الحرب والظروف الاقتصادية الصعبة، الأمر الذي جعل مثل هذه المبادرات محط اهتمام خاص، باعتبارها مؤشراً على عودة تدريجية للاهتمام بالقطاع الصحي وتأكيداً على ضرورة إعادة بنائه بما يواكب حاجات المجتمع.
إرسال تعليق