نفى “حزب الله” اللبناني اليوم، 11 أيلول، ما أوردته وزارة الداخلية السورية بشأن اعتقال عناصر قال الأخير إنهم تابعون له في ريف دمشق الغربي، مؤكدًا في بيان رسمي أن جميع الاتهامات الموجهة للحزب “جملة وتفصيلًا” غير صحيحة.
وأوضحت العلاقات الإعلامية للحزب أن التنظيم لا يمارس أي نشاط على الأراضي السورية، وأنه ملتزم بالحفاظ على أمن واستقرار سوريا وشعبها. تأتي هذه التصريحات بعد إعلان وزارة الداخلية السورية أن وحدات الأمن، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، تمكنت من القبض على ما وصفته بـ”خلية إرهابية تابعة لحزب الله” في بلدتي سعسع وكناكر بريف دمشق الغربي، وكان بحوزتها صواريخ من طراز غراد وأسلحة فردية وذخائر متنوعة.
وأكد العميد أحمد الدالاتي، قائد قوى الأمن الداخلي في ريف دمشق، أن التحقيقات الأولية أظهرت أن أفراد الخلية تلقوا تدريبات في معسكرات داخل لبنان، وكانوا يخططون لتنفيذ عمليات تهدد أمن واستقرار المواطنين. وأوضح أن العملية أسفرت عن ضبط قواعد لإطلاق الصواريخ وصواريخ مضادة للدروع، إلى جانب كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات تأتي ضمن جهود مكثفة لتعزيز الأمن في المنطقة.
وكان حزب الله قد أنكر سابقًا ضلوعه في أحداث شهدتها الساحل السوري في آذار الماضي، والتي خلفت أكثر من 1,400 قتيل بين المدنيين وعناصر الأمن، وسط اتهامات بتورط قوى موالية للنظام السابق و”حزب الله” و”قسد” في الهجمات.
وتاريخيًا، أشار البيان إلى أن نشاط الحزب في مناطق حدودية قرب لبنان، مثل القصير بريف حمص والسيدة الزينب بريف دمشق، كان مرتبطًا بفترات النزاع السابقة، حيث شارك مع النظام في عمليات عسكرية ضد المدنيين خلال السنوات 2015–2017، بما في ذلك حصار وقصف مناطق مثل الزبداني ومضايا.
ويُظهر هذا النزاع الإعلامي بين وزارة الداخلية السورية وحزب الله أن هناك محاولات متواصلة لربط الحزب بالأحداث الأمنية في سوريا، رغم نفوذه المحدود في بعض المناطق حالياً، وما يثيره ذلك من جدل على المستويين الإقليمي والدولي. إذا صحّت الاتهامات، كان من الممكن أن يؤثر ذلك بشكل مباشر على صورة الحزب في الإعلام العربي والدولي، ويزيد من التوترات بين لبنان وسوريا، ويُسهم في تصعيد الحملات السياسية ضد الحزب على الساحة الإقليمية.
ويؤكد حزب الله في بيانه ضرورة توخي الدقة في نقل الأخبار وعدم الانجرار وراء حملات التضليل، مشددًا على أن استخدام اسمه في سياق أحداث أمنية في سوريا غالبًا ما يخدم أهدافًا سياسية وأجندات خارجية مشبوهة، ويخلق انطباعات سلبية قد تؤثر على الأمن والاستقرار الإقليمي.
وتأتي هذه التطورات في ظل حملة أمنية مستمرة نفذتها وزارة الداخلية السورية على مدى الأشهر الماضية في ريف دمشق وحمص والسيدة الزينب، استهدفت خلايا مشتبه بصلتها بحزب الله، حيث تم ضبط أسلحة وعبوات ناسفة، ما يعكس استمرار التركيز على تعزيز الأمن وملاحقة أي تهديدات محتملة للأراضي السورية، بينما يواصل الحزب نفي تورطه الرسمي في أي أنشطة داخل البلاد.