قُتل فيصل حيدر الملقب بـ”دبوس”، وهو قائد مجموعة مسلحة موالية للنظام السوري سابقًا، اليوم، في جرود بلدة بريتال اللبنانية، وذلك إثر إطلاق نار من قِبل الجيش اللبناني خلال محاولته العبور نحو بلدته رأس المعرة في منطقة القلمون بريف دمشق.
ووفق المعلومات المتداولة، فإن حيدر كان يقود مجموعة مسلحة محلية خلال سنوات الحرب في بلدته، قبل أن يغادر لاحقًا إلى منطقة بعلبك في لبنان. ومع مرور الوقت، ارتبط اسمه بعمليات تهريب ونقل المخدرات بين الأراضي السورية واللبنانية، ما جعله على صلة وثيقة بشبكات التهريب المنتشرة في المنطقة الحدودية.
الحادثة تأتي في سياق توترات متكررة على الحدود السورية اللبنانية، حيث شهد معبر العريضة الحدودي في 30 تموز/يوليو الماضي اشتباكًا مسلحًا بين الجيش اللبناني ومجموعة مسلحين من الجانب السوري يُرجّح أنهم من الفصائل الموالية للحكومة السورية. وأسفرت تلك المواجهة حينها عن إصابة جندي لبناني بطلق ناري في قدمه، وسط استنفار أمني مشدد على جانبي الحدود.
وبحسب مصادر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإن الاشتباك في معبر العريضة وقع بعد محاولة تهريب أشخاص من سوريا، حيث اعترضتهم دورية للجيش اللبناني وأعادتهم إلى الأراضي السورية، الأمر الذي فجّر مواجهة مباشرة قبل أن يُعاد ضبط الوضع. وقد تبع ذلك اجتماع بين ممثلين عن الطرفين على جسر العريضة الحدودي لاحتواء الموقف ومعالجة تبعات الحادث، في حين أغلقت السلطات اللبنانية المعبر بشكل مؤقت في أعقاب تلك التطورات.
ويُعيد مقتل “دبوس” إلى الواجهة ملف التهريب الحدودي المشتعل، سواء تعلق بالمخدرات أو حركة الأشخاص، وهو ملف يشكّل مصدر توتر دائم بين السلطات اللبنانية والمجموعات المحلية على الجانب السوري من الحدود. وتطرح هذه الحوادث المتكررة تساؤلات حول مستقبل ضبط الحدود، خاصة مع تفاقم نشاطات التهريب وتداخل المصالح بين المجموعات المسلحة وشبكات الجريمة المنظمة.