شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات جوية عنيفة على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في ساعة متأخرة من مساء الأحد، في تطور جديد يُنذر بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار المعلن بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي منذ العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، فإن الغارات جاءت “رداً على خرق وقف إطلاق النار”، بعد تبادل لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين فلسطينيين في رفح، بينما زعمت القناة أن عناصر من حركة حماس أطلقت النار على قوة عسكرية إسرائيلية كانت تعمل في المنطقة، ما أدى إلى اشتباكٍ مباشر بين الطرفين.
في المقابل، لم تصدر حماس بياناً رسمياً حول الرواية الإسرائيلية، إلا أن الحركة كانت قد أكدت في بيانات سابقة تمسكها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار، منددةً بما وصفته بـ”الادعاءات الإسرائيلية الكاذبة” التي تهدف إلى تبرير استمرار العدوان على القطاع.
ووفقاً لبيان سابق للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن إسرائيل خرقت اتفاق وقف إطلاق النار 47 مرة منذ دخوله حيز التنفيذ، ما أسفر عن مقتل 38 فلسطينياً وإصابة 143 آخرين واعتقال عدد من المدنيين، في حين طالبت الحركة الإدارة الأمريكية والوسطاء الدوليين بـ”إلزام تل أبيب بتنفيذ التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق”.
من جانبها، نقلت القناة 14 الإسرائيلية أن سلاح الجو شنّ غارات على أهداف في رفح بعد وقوع انفجار قرب موقع عسكري إسرائيلي، مشيرةً إلى أن الانفجار وقع قبل وصول مركبة هندسية تابعة للجيش، وأن “التحقيقات الأولية ترجح أن مقاتلين فلسطينيين أطلقوا صاروخاً مضاداً للدبابات أو فجّروا عبوة ناسفة”.
אני קורא לראש הממשלה להורות לצה"ל על חידוש מלא של הלחימה ברצועה במלוא העוצמה. דמיונות השווא שחמאס יהפוך את עורו, או שאפילו יעמוד בהסכם שעליו הוא חתם, מתבררים כצפוי כמסוכנים לביטחוננו. את ארגון הטרור הנאצי יש להשמיד עד תום - ויפה שעה אחת קודם.
— איתמר בן גביר (@itamarbengvir) October 19, 2025
وتزامناً مع التصعيد الميداني، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إصدار أوامر فورية باستئناف العمليات العسكرية في غزة، قائلاً في منشور على منصة “إكس”:
“يجب القضاء على هذه المنظمة الإرهابية النازية تماماً، ويفضّل أن يتم ذلك قبل ساعة واحدة.”
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري جاء وفق خطة قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونصّت على وقف شامل للحرب، وانسحاب متدرج للقوات الإسرائيلية من القطاع، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول عاجل للمساعدات الإنسانية، ونزع سلاح حركة حماس.
الاتفاق أنهى حرباً مدمّرة استمرت عامين منذ الثامن من أكتوبر 2023، أسفرت عن مقتل أكثر من 68 ألف فلسطيني وإصابة 170 ألفاً آخرين، إضافة إلى تدمير نحو 90% من البنى التحتية في قطاع غزة، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة وتقارير منظمات أممية.
لكن الغارات الجديدة على رفح تُنذر، بحسب مراقبين، بعودة التوتر إلى الميدان، وبتقويض الاتفاق الذي علّق عليه الفلسطينيون آمالاً واسعة لإنهاء واحدة من أكثر الحروب دموية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.