أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

انهيار سقف مبنى السرايا القديم بدمشق يحو+ل ورشة الترميم إلى مأساة عمالية

تحولت ورشة ترميم في مبنى السرايا، المقر القديم لوزارة الداخلية في ساحة المرجة وسط دمشق، إلى مأساة إنسانية صباح اليوم الأربعاء 1 تشرين الأول، بعدما انهار سقف المبنى بشكل مفاجئ على عدد من العمال الذين كانوا يؤدون أعمالهم داخله. الحادث أسفر، وفق حصيلة أولية، عن وفاة عاملين اثنين وإصابة 11 آخرين بجروح متفاوتة، فيما لا تزال فرق الدفاع المدني تعمل في موقع الانهيار بحثاً عن عالقين محتملين.


المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا صرّح أن خمسة عمال تم إنقاذهم أحياء من تحت الأنقاض ونُقلوا إلى مشفى المجتهد لتلقي العلاج، مؤكداً أن جهود الإنقاذ ما زالت مستمرة رغم المخاطر الكبيرة الناجمة عن احتمالية حدوث انهيارات إضافية في المبنى. وأضاف البابا أن وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، بالتعاون مع محافظة دمشق ومديرية الأمن الداخلي، استجابت بشكل عاجل للحادث عبر قطع الطرقات المحيطة لتسهيل حركة سيارات الإسعاف وإخلاء المدنيين من المنطقة، إضافة إلى تدعيم المبنى بدعائم خاصة لتقليل خطر الانهيار.

وأشار البابا إلى أن “مأساة العمال الذين تعرضوا للحادث هي مأساة وطنية، والدولة ملتزمة بتعويض المصابين وعائلات الضحايا وجبر الضرر الذي لحق بهم”.

من جهته، أعلن الدفاع المدني السوري أن فرقه تواصل أعمال البحث والإنقاذ وسط ظروف معقدة للغاية، مشيراً إلى أن الأولوية تتركز على إخراج العالقين وإنقاذ الأرواح، مع اتخاذ إجراءات احترازية لمنع أي إصابات إضافية في صفوف طواقم التدخل.

الحادثة أثارت موجة تضامن واسعة في الأوساط الشعبية والرسمية، حيث عبّر مواطنون عن حزنهم العميق لفقدان العمال الذين قضوا أثناء أداء عملهم، مطالبين بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لضمان سلامة ورشات البناء والترميم في الأبنية الحكومية القديمة، خصوصاً تلك التي تشهد أعمالاً إنشائية في مناطق مكتظة بالسكان.

ويُعد مبنى السرايا في ساحة المرجة واحداً من أبرز المعالم الإدارية القديمة في دمشق، وقد خضع خلال السنوات الأخيرة لمحاولات ترميم وصيانة بسبب تهالك بنيته الإنشائية. إلا أن الحادث الأخير سلط الضوء على حجم المخاطر المرتبطة بالعمل داخل أبنية قديمة تحتاج إلى تدعيم شامل قبل المباشرة بأعمال الصيانة والترميم.

في الوقت الذي تواصل فيه فرق الإنقاذ عملها تحت الأنقاض، تبقى الأنظار متجهة إلى حصيلة العمليات النهائية، وسط قلق من إمكانية ارتفاع عدد الضحايا، فيما تشدد السلطات على أن التحقيقات ستكشف لاحقاً عن أسباب الانهيار وظروفه، لتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي تكرار مثل هذه الكوارث.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-