أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

الولاء للوطن.. موقف لا حياد فيه

الشعبُ السوري والدولةُ السورية تتعرضان لحملةٍ شعواء على المستويات الإعلامية والسياسية وحتى العسكرية، وحين ترتفع أصواتُ التشكيك والتشهير يتضح لنا أن الوقتَ لمزيدٍ من التلاحم والوحدة، لا للتفرّق والخصام.
يستفزُّني أن يُنفق البعض طاقته في محاربة شابٍ رفعَ أنشودة وفاء للوطن والرئيس، بينما يتخلى آخرون عن واجب المواجهة الحقيقية: تحرير الأرض وإعادة الأمن والاستقرار لكلّ بقعةٍ من أرضنا. أليس الأولى أن نجتمع اليوم كواحدٍ واحد مع دولتنا وجيشنا ورئيسنا لنثبت أننا خلف قيادتنا في مواجهة التحديات الحقيقية؟

هناكُ من يحاول ترهيب من يريد أن يؤازر الدولة، ويركّبون لحظات الإشادة والتحفيز تَسمياتٍ تشوّه المقصد وتُقلّل من قيمة الانتماء. وفي المقابل، تنتشر جيوشٌ من الشتم والسبّ واللعن، تعمل على هدم الثقة الوطنية وتشويه صورة الدولة ورئيسها وقواتها الأمنية. هذه الحملات لا تستهدف رموزًا فقط، بل تسعى لتفكيك أواصر المجتمع وإضعاف معنوياته.

أما بالنسبة لي، فوضعي واضح: لستُ باحثًا في مركز دراسات أبحث عن الحياد الموضوعي، ولستُ قاضيًا لأحكم بالبراءة أو الإدانة بمنأى عن المشاعر. لستُ متردِّدًا في القول إنّني مَوَالٍ، وأن ولائي للشعب العظيم والدولة العتيدة، وللرئيس والجيش والمؤسسات التي تحافظ على كيان الوطن.

نحتاج اليوم إلى وقفةٍ وطنية صادقة: دعم معنوي صريح للقوات التي تحمي الأرض، ومساندة مؤسسات الدولة في جهودها لإعادة الخدمات وترميم البنى التحتية، ومواجهة خطاب الكراهية الإعلامي بالحقيقة والحقائق الموثّقة. هذا لا يعني إغلاقَ بنِ النقد أو المساءلة، بل يعني وضع المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار.

دعوتي لكل واحدٍ منّا: لا ننقاد إلى صراعاتٍ داخليةٍ جانبية تخدم خصوم الوطن، ولا نسمح لمن يزرع الشقاق أن ينجح في تفريقنا. لنُعزز التضامن المجتمعي، ولنسرِّع العمل المدني والإنساني الذي يخفف من معاناة الناس، فخلاصُنا يبدأ بخطواتٍ عملية على الأرض قبل أن يتحقّق على حيز الخطابات.

وأخيرًا: الموقفُ الوطني ضرورة، والحِكمةُ في اختيار الأفعال أقوى من أي خطابٍ متشنّج. كلّ كلمةٍ صدقٍ، وكلُّ خطوة مساعدةٍ، وكلّ دعمٍ معنوي يقدمونه أبناءُ الوطن في صفوفٍ متراصة، هي بذرة تحرّر وتثبيتٍ للأمن والاستقرار.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-