شهدت منطقة جبل السماق الواقعة شمالي إدلب حادثة أمنية جديدة هزّت الرأي العام المحلي، بعدما استهدف مجهولون سيارة نقلٍ جماعي أثناء مرورها في محيط بلدة كفر مارس، ما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين.
وبحسب مصادر محلية متقاطعة، فإن الهجوم وقع في ساعةٍ مبكرة من مساء اليوم، حيث أقدم مسلحون مجهولون على إطلاق النار باتجاه السيارة التي كانت تقل عدداً من الركاب، ما تسبب بمقتل شخصين على الفور وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، قبل أن تُعلن الجهات الأمنية في مدينة حارم لاحقاً ارتفاع عدد القتلى إلى ثلاثة أشخاص.
قوات الأمن الداخلي في حارم أكدت في بيانٍ مقتضب أن السيارة المستهدفة كانت مدنية بالكامل، وأن المهاجمين لاذوا بالفرار باتجاه المناطق الوعرة في الجبل، مشيرةً إلى أن التحقيقات جارية لتحديد هوية المنفذين والجهة التي تقف خلف العملية. كما فرضت القوى الأمنية طوقاً حول موقع الحادث، وبدأت عملية تمشيط موسعة في محيط جبل السماق بحثاً عن المهاجمين.
الهجوم، الذي يأتي وسط حالةٍ من الهدوء النسبي الذي تعيشه مناطق شمال إدلب خلال الأسابيع الماضية، أثار مخاوف الأهالي من عودة مسلسل الاغتيالات والاستهدافات الغامضة التي كانت قد تراجعت في الآونة الأخيرة، خصوصاً في مناطق الريف الشمالي والغربي من المحافظة.
مصادر محلية أشارت إلى أن المنطقة تشهد نشاطاً لمجموعات مسلحة غير معروفة الانتماء، تنفذ من حينٍ إلى آخر عمليات إطلاق نار أو تفجير تستهدف مدنيين وعناصر أمنية على حد سواء، في ظل بيئة أمنية معقدة وصعوبة في ضبط التحركات داخل الجبال المحيطة.
في المقابل، دعا ناشطون محليون عبر وسائل التواصل إلى تعزيز الدوريات الأمنية وتكثيف نقاط التفتيش على الطرقات الجبلية التي تربط جبل السماق بالمناطق المجاورة، مطالبين بالكشف السريع عن منفذي الهجوم ومحاسبتهم، لقطع الطريق أمام أي محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
ولا تزال دوافع الهجوم مجهولة حتى اللحظة، وسط ترجيحاتٍ أمنية بأن يكون مرتبطاً بخلافات محلية أو بمحاولة لخلط الأوراق الأمنية في ريف إدلب الشمالي، في وقتٍ لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية حتى الآن.
يُذكر أن منطقة جبل السماق تُعد من المناطق ذات الطبيعة الجغرافية المعقدة، وتضم عدداً من القرى التي يسكنها نازحون وسكان محليون يعيشون ظروفاً معيشية صعبة، ما يجعلها بيئة هشة أمام الخروقات الأمنية وعمليات التسلل.

إرسال تعليق