وجه أبناء الجزيرة السورية رسالة مفتوحة إلى وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة، عقب لقائه بالمدعو “مظلوم عبدي”، طالبوا فيها بإجابات واضحة حول قضايا إنسانية وأمنية تمس حياة سكان المنطقة، مؤكدين أن معاناة الأهالي تتفاقم في ظل ما وصفوه بـ”التجاهل الرسمي لمعاناتهم اليومية”.
وجاء في نص الرسالة أن أبناء الجزيرة السورية يتابعون بقلق اللقاء الذي جمع وزير الدفاع مع قائد ميليشيا “قسد”، متسائلين عمّا إذا كان الوزير قد أثار خلال اللقاء ملف التجنيد القسري الذي يستهدف شباب المنطقة، والذي تسبب بحرمان آلاف العائلات من أبنائها. كما تساءلوا عمّا إذا تمت مناقشة ملف المعتقلين والمغيبين في سجون الميليشيات، الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً منذ سنوات.
وطالب الأهالي بالكشف عن حقيقة ما يجري في مدن الرقة والحسكة وريف ديرالزور، مؤكدين أن حياة المدنيين ومعيشتهم تُدار وفق سياسات تضييق ممنهجة من قبل الميليشيات، تتضمن فرض الإتاوات والسيطرة على الموارد، بالإضافة إلى حفر أنفاق سرية داخل المدن في أوقات الليل، ما يثير مخاوف السكان من استخدامها لأغراض عسكرية تهدد أمنهم واستقرارهم.
كما تطرقت الرسالة إلى أحداث حلب الأخيرة التي شهدت سقوط شهداء وجرحى، معتبرين أن تلك الحوادث الخطيرة تتطلب من وزارة الدفاع موقفاً واضحاً وإجراء تحقيقات شفافة تكشف ملابسات ما جرى وتحاسب المسؤولين عن أي تقصير أو اعتداء.
وأكد أبناء الجزيرة في ختام رسالتهم على انتمائهم الوطني وهويتهم السورية الجامعة، مشددين بالقول:
“نذكّركم، سيادة الوزير، أن اسمها هو الجزيرة السورية، وليست كما يُروّج لها تحت مسمى ‘شمال وشرق سوريا’.”
وتأتي هذه الرسالة في وقت تتزايد فيه الأصوات الشعبية المطالبة بعودة مؤسسات الدولة بشكل كامل إلى مناطق شرق الفرات، وإنهاء مظاهر الانقسام الإداري والأمني التي تشهدها المنطقة منذ سنوات، وسط دعوات لإعادة بناء الثقة بين الدولة والأهالي من خلال تحسين الخدمات وإطلاق سراح المعتقلين ووقف حملات التجنيد الإجباري.