أعلنت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، الجمعة 10 تشرين الأول، عن حزمة من التعديلات الجديدة على أوقات العمل في عدد من المعابر الحدودية مع كل من تركيا ولبنان، في خطوة تهدف إلى تنظيم حركة العبور وتسهيل الإجراءات أمام المسافرين، إلى جانب رفع كفاءة الخدمات المقدمة في تلك النقاط الحيوية التي تشهد كثافة عبور يومية.
وأوضح مدير العلاقات العامة في الهيئة مازن علوش، في منشور على منصة “إكس”، أن التعديلات الجديدة ستدخل حيز التنفيذ اعتباراً من يوم الأربعاء 15 تشرين الأول، وتشمل تقليص ساعات الدوام في المعابر الشمالية مع تركيا، وهي: كسب، الحمام، الراعي، وجرابلس، بحيث تصبح ساعات العمل من الساعة 8 صباحاً حتى 7 مساءً.
في المقابل، أكد علوش أن معبري باب الهوى والسلامة سيستمران في العمل على مدار 24 ساعة دون انقطاع، نظراً لأهميتهما الحيوية كمنفذين رئيسيين لعبور الأفراد والبضائع بين الجانبين السوري والتركي، مشيراً إلى أن هذا الإجراء يأتي في إطار التنسيق المشترك مع السلطات التركية لضمان انسيابية الحركة التجارية والإنسانية عبر تلك النقاط.
أما بالنسبة للمعابر الحدودية مع لبنان، فأوضح علوش أن الدوام في معبري العريضة وجوسية سيصبح من الساعة 6 صباحاً حتى 7 مساءً، بينما سيبقى معبر جديدة يابوس على نظامه الحالي من الساعة 6 صباحاً حتى منتصف الليل، نظراً لحجم الحركة النشطة عبره وكونه المنفذ البري الأوسع استخداماً للمسافرين السوريين والمغتربين القادمين من الأراضي اللبنانية.
وفيما يتعلق بالشائعات المتداولة حول السماح للسوريين الحاملين للجنسية التركية بالدخول إلى تركيا بسياراتهم السورية، نفى علوش بشكل قاطع صحة تلك الأنباء، مؤكداً أن الهيئة لم تصدر أي قرارات جديدة بهذا الخصوص، وأن أي تغييرات تتعلق بحركة المركبات أو الأفراد سيتم الإعلان عنها عبر القنوات الرسمية للهيئة لضمان دقة المعلومات ومنع تداول الأخبار المضللة.
وأشار علوش إلى أن التنسيق مع الجانب التركي مستمر، وأنه تم التوصل إلى اتفاق جديد يقضي بالسماح بعبور السوريين المغتربين عبر المعابر البرية المشتركة دون الحاجة للحصول على إذن مسبق. وبيّن أن هذه الآلية تُطبّق على السوريين المقيمين في دول العالم كافة، باستثناء تركيا، ممن يحملون جنسية دولة أخرى أو إقامة سارية المفعول، ويرغبون في القدوم إلى سوريا عبر الأراضي التركية.
وتُعد هذه التعديلات جزءاً من سياسة الهيئة الرامية إلى تطوير إدارة المنافذ الحدودية السورية وتحديث آلياتها بما يتناسب مع المتغيرات اللوجستية والأمنية في المنطقة، خاصة في ظل ازدياد حركة العبور خلال الأشهر الأخيرة نتيجة تحسن الأوضاع الميدانية وارتفاع عدد الزوار والمغتربين العائدين إلى البلاد.
كما يدرج هذه الخطوة ضمن إطار أوسع لتفعيل التعاون الإقليمي بين سوريا وجيرانها، سواء في مجالات النقل البري أو تسهيل التبادل التجاري، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز التواصل الإنساني والاجتماعي بين الشعوب على طرفي الحدود.
فإن التنظيم الجديد لأوقات الدوام من شأنه أن يساهم في تخفيف الازدحام على المعابر الحدودية، وضمان انسيابية أكبر في حركة المسافرين، خصوصاً في الفترات المسائية التي كانت تشهد سابقاً ضغطاً متزايداً بسبب تداخل ساعات العبور مع انتهاء دوام الموظفين.
وتشير مصادر مطلعة داخل الهيئة إلى أن فرق العمل في المنافذ كافة تلقت تعليمات مشددة بضرورة الالتزام بالمواعيد الجديدة وتقديم التسهيلات الممكنة للمواطنين، إلى جانب تحسين بيئة العمل والإجراءات الجمركية، لضمان تجربة عبور أكثر انضباطاً وسلاسة.
ومع بدء تطبيق القرار في منتصف تشرين الأول، تُتوقع انعكاسات إيجابية على مستوى حركة التنقل والتبادل التجاري، إلى جانب تعزيز ثقة المسافرين بالإدارة الجديدة للمنافذ التي تسعى إلى مواكبة المعايير الحديثة في إدارة الحدود وتبسيط الإجراءات الحكومية.