تحقيق استقصائي لمنصة “إيكاد” يكشف عن تحركات عسكرية غير مسبوقة تشير إلى تصعيد خطير في شرق الفرات، حيث تم رصد نقل عناصر من قوات النظام السوري إلى قواعد عسكرية ضمن مناطق سيطرة ميليشيات “قسد” عبر طائرات روسية، تزامنًا مع نشاط لافت للطيران الروسي في مطار القامشلي وتحركات برية في محيطه.
المؤشرات، بحسب التقرير، تدل على تحضير لعمل عسكري كبير أو لربما انقلاب محتمل في البنية الأمنية والعسكرية شرقي سوريا، في ظل صمت الحكومة السورية يثير الريبة والمخاوف من احتمالية أن تكون ”قسد” حفتر سوريا جديد.
التحركات الروسية تطرح تساؤلات جوهرية
هل نحن أمام سيناريو تدخل روسي مباشر شبيه بتجربة موسكو مع حفتر في ليبيا أو دعم قوات الدعم السريع في السودان؟
لكن هذه المرة بصورة “نظامية ناعمة”، عبر إعادة هندسة الوضع الأمني في شرق الفرات لصالح ترتيبات جديدة تقصي القوى الكردية وتمنح موسكو اليد العليا في تلك المنطقة الغنية بالثروات والسيادة.
هذه الوقائع الخطيرة تُحمّل الحكومة السورية مسؤولية تاريخية، فاستمرار التباطؤ وعدم التحرك الحازم تجاه ملف “قسد”، يُنظر إليه كنوع من التخلي الممنهج عن السيادة الوطنية، لا يختلف كثيرًا عن:
- التخلي عن الجولان المحتل للاحتلال الإسرائيلي،
- أو تجاهل السيطرة على شرق الفرات لصالح روسيا وعصابات “قنديل”.
الشارع السوري يتساءل اليوم
إلى متى ستبقى الدولة صامتة؟
وهل يُعقل أن تُترك ملفات مصيرية بهذا الحجم بيد موسكو و”قسد” دون قرار حاسم يضمن وحدة الأراضي السورية؟
المرحلة القادمة ستكون حاسمة، وكل تأخير في فرض السيادة الوطنية في الشرق لن يُغتفر شعبيًا ولا تاريخيًا.